وأما ابن عوف فهو أحد الستة الذين جعل عمر بينهم الشورى وكان كثير الإنفاق وروي أنه أعتق ثلاثين ألف رقبة وصح أنه إئتم به النبي صلي الله تعالى عليه وسلم في غزوة تبوك.
(وعامر سعد وطلحة السعيد)
هؤلاء تمام العشرة المبشرين بالجنة والسعيد نعت لطلحة ومعناه من ثبتت له السعادة وهي عبارة عن المنفعة اللاحقة للعبد في الآخرة ضد الشقاوة أعاذنا الله منها وهي عبارة عن المضرة اللاحقة في الآخرة والإخفاء في ثبوت هذا الوصف الذي هو السعادة لسيدنا طلحة رضي الله تعالى عنه إذ بشره بالجنة سيد الأولين والآخرين صلى الله تعالى عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما عامر فهو أمين هذه الأمة كما في الصحيح، وهو أبو عبيدة بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهو يجتمع مع النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في فهر، وعدد ما بينهما من الآباء متفاوت جدا فيكون أبو عبيدة من حيث العدد في درجة عبد مناف، ومنهم من أدخل في نسبه بين الجراح وهلال ربيعة فيكون على هذا في درجة هاشم، بذلك جزم أبو الحسن بن سميع ولم يذكر غيره وأمه من بنات عم أبيه ذكر الحاكم أنها أسلمت وقتل أبوه يوم بدر كافرا ويقال أنه هو الذي قتله رواه الطبراني وغيره، قاله ابن حجر في فتح الباري.
وأما سعيد فهو ابن أبي وقاص كجبار، واسمه مالك ابن وهيب، ويقال أهيب بالهمزة بدل الواو وبالتصغير فيهما بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب فجده أهيب أخو وهب جده عليه السلام وهو أحد الستة أصحاب الشورى وأحد الفرسان وأول من رمى بسهم في سبيل الله. أسلم بعد ستة هو سابعهم.