ومن ذلك أن عبد الله بن عتيك الأنصاري لم قتل أبا رافع بن أبي الحقيق نزل من درج أبي رافع قال فانتهيت إلى درجة له فوضعت رجلي وأنا أرى أني قد انتهيت إلى الأرض فانكسرت ساقي فعصبتها بعمامة، وفي رواية فأخبر أصحابه بقتله فحملوه فلما وصل إلى النبي، صلى الله تعالى عليه وسلم، مسح رجله قال ابن عتيك، فكأني لم أشكها.
ومن ذلك ما وقع لعتبة بضم المهملة وسكون الفوقية ابن مرقد السلمي فإنه أصابته الشرى فأقعده النبي عليه السلام بين يديه قال فألقيت ثوبي على عورتي فنفث عليه السلام في يديه ثم دلك بها الأخرى ثم أمرها على ظهري وبطني فبرئ وبقي بعد ذلك بعتبة طيب عجيب وكان له ثلاث نسوة وما منهن واحدة إلا تجتهد في التطيب لتكون أطيب ريحاً من صاحبتها، وكان عتبة أطيب منهن ريحاً مع أنه لا يمس طيباً، والشرى بفتح الشين المعجمة بعدها راء مهملة مقصورة قروح صغار حمر، حكاكة، مكربة، كما في القاموس ذكر هذه القصة جسوس في أول شرح الشمائل.
(بل فار منها الماء لما ظمئوا ... حتى ارتوى الأصحاب بل توضؤوا)
فار الماء يفور نبع وجاش وظهر مرتفعاً، وبل هنا للانتقال دون إبطال ما قبلها وظمئ كفرح، ظمئاً وظمئاناً عطش أو أشد العطش، قاله في القاموس. وارتوى وروى بمعنى وضمير منها عائد على الراحة في البيت قبله يعني أن من معجزاته، صلى الله تعالى عليه وسلم، نبع الماء من راحته الشريفة حين عطش أصحابه، فشربوا حتى رووا وتوضئوا ووقع ذلك منه مراراً.
وفي المواهب قال القرطبي قصة نبع الماء بين أصابعه، صلى الله تعالى عليه وسلم، قد تكررت منه في عدة مواطن، في مشاهد عظيمة، ووردت من طرق كثيرة، يفيد مجموعها العلم القطعي انتهى.
وقال في الشفا هذه القصة رواها الثقاة من العدد الكثير والجم الغفير