للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن الكافة متصلة بالصحابة انتهى المراد منه.

وفي المواهب لم يسمع بهذه المعجزة عن غيرها نبينا، صلى الله تعالى عليه وسلم، حيث نبع الماء من بين عظمه وعصبه ولحمه ودمه قال الملزمي ونبع الماء من بين أصابعه أبلغ في المعجزة من نبع الماء من الحجر حيث ضربه موسى بالعصا لأن خروج الماء من الحجارة معهود قال تعالى: {وإن من الحجارة لما يتفجر منها الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء}. وقال الشاعر:

إن كان موسى سقي الأسباط من حجر فإن في الكف معنى ليس في الحجر وفي الصحيحين عن أنس حانت صلاة العصر فالتمس الناس الوضوء فلم يجدوه فأتى رسول الله، صلى الله تعالى عليه وسلم، بوضوء فوضع يده في ذلك الإناء فأمر الناس أن يتوضئوا منه فرأيت الماء ينبع أي بتثليث الموحدة من بين أصابعه فتوضأ الناس حتى توضئوا من عند آخرهم. وفي لفظ للبخاري كانوا ثمانين رجلاً. وفي لفظ له فقلنا لأنس كم كنتم؟ قال كنا ثلاثمائة. قال النووي من هنا بمعنى إلى وهي لغة المعنى توضأ القوم حتى وصلت النوبة إلى الآخر. وقوله بوضوء بفتح الواو وروي المهلب أنه قدر وضوء رجل واحد وعن أنس كنت مع النبي، صلى الله تعالى عليه وسلم، في غزوة تبوك فقال المسلمون يا رسول الله عطشت دوابنا وإبلنا فقال هل من فضلة ماء فجاء رجل بشيء من ماء في شن، فقال هاتوا صحفة فصب الماء ثم وضع راحته أي كفه مع أصابعه في الماء، قال أنس فرأيتها تتخلل عيوناً بين أصابعه فسقينا إبلنا ودوابنا وتزودنا فقال أكفيتم قلنا نعم يا رسول الله فرفع يديه فارتفع الماء والشن بفتح المعجمة والنون الثقيلة القربة البالية وعيوناً تتميز محول عن الفاعل أي تتخلل عيونها أي تنفذ والضمير في رأيتها للصحفة انظر الزرقاني. وعن سالم بن أبي الجعدي عن جابر عطش الناس يوم الحديبية وكان بين يديه، صلى الله تعالى عليه وسلم، ركوة فتوضأ منها وأقبل الناس نحوه فقالوا ليس عندنا ماء إلا ما في ركوتك فوضع، صلى الله تعالى عليه وسلم، يده في الركوة فجعل الماء يفور من

<<  <  ج: ص:  >  >>