للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بين أصابعه كأمثال العيون، فقلت كم كنتم؟ قال لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا خمسة عشرة مائة انتهى.

وعطش كفرح والحديبية بالتخفيف، وتشديد بئر بين مكة وجدة والركوة بتثليث الراء إناء من جلد يتوضأ فيه نحو الإبريق ذكره الدلجي وهو غير ملائم لوضع اليد فيه اللهم إلا أن يقال المراد به وضع اليد على فيه عند خروج الماء وفي التلمساني أنها للماء من الأدم كالتور يتوضأ منه انظر ابن سلطان، ومن ذلك حديث ابن مسعود كنا مع النبي، صلى الله تعالى عليه وسلم، في سفر وقل الماء فقال اطلبوا فضلة من ماء فجاؤوا بإناء فيه ماء قليل فأدخل يده في الإناء ثم قال حي على الطهور المبارك والبركة من الله، فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع النبي، صلى الله تعالى عليه وسلم، قال غير واحد والحكمة في طلبه، صلى الله تعالى عليه وسلم، فضلة الماء في هذه المواطن ليلاً يظن أنه الموجد للماء، ففعل ذلك، ولم يخرجه من غير ملابسة ماء ولا وضع إناء تأدباً مع الله تعالى إذ هو المنفرد بابتداع المعدومات على غير مثال سبق.

فائدتان:

- الأولى: اختلف في كيفية نبع الماء المذكور فذهب أكثر العلماء إلى أنه يخرج من ذات أصابعه عليه السلام، قال القسطلاني وهذا هو الصحيح، وذهب بعضهم إلى أن الماء كثر في ذاته فسار يفور أي ظهر مرتفعاً من بين أصابعه.

- الثانية هذا الماء أشرف من جميع المياه كما قاله البلقيني وغيره. قال السيوطي:

(وأفضل المياه ماء قد نبع ... بين أصابع النبي المتبع)

(يليه ماء زمزم فالكوثر ... فنيل مصر ثم باقي الأنهر)

انظر الزرقاني:

(ومطروا سبتاً إذا استسقينا ... بها وأقلعت إذا استصحينا)

<<  <  ج: ص:  >  >>