فنزلوا وأوقدوا نارا يصطلون عليها فقال عزمت عليكم ألا تواثبتم في هذه النار, فلما هم بعضهم بذلك قال أحبسوا أنفسكم فإنما كنت أمزح فذكروا ذلك للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقال من أمركم بمعصية فلا تطيعوه, وفي رواية وجعل بعضهم يمسك بعضا ويقولون فررنا إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم من النار وفي رواية أنه عليه السلام قال لو دخلوها ما خرجوا منها إلى يوم القيامة. وللعراقي:
(فابن مجزر والاسم علقمة ... وابن حذافة لبعث يممه)
(للجيش في جزيرة في البحر ... فهربوا وفيه بدأ أمر)
(ابن حذافة لمن كان معه ... أن يقعدوا في النار ثم منعه)
(وقال كنت مازحا فأخبرا ... بذلك النبي قال منكرا)
(لا تسمعوا ولا تطيعهم في ... معصية بل ذاك في المعروف)
قوله ولا تطيعوهم بالاختلاس قال المناوي وبوب البخاري باب سرية عبد الله بن حذافة وعلقمة بن مجزر المدلجي ثم روي عن علي قال بعث النبي صلى الله تعالى عليه وسلم سرية واستعمل رجلا من الأنصار وأمرهم أن يطيعوه فغضب فقال أليس النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أمركم أن تطيعوني, فقالوا بلى, قال فاجمعوا حطبا وأوقدوا فيه نارا وأوقدوها فقال ادخلوا وجعل بعضهم يمسك بعضا فما زالوا كذلك حتى خمدت وسكن غضبه فبلغ ذلك النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقال لو دخلوها ما خرجوا منها قال ابن حجر والظاهر أن القصة متعددة انتهى. ثم سرية علي بن أبي طالب إلى الفلس, صنم طيء ليهدمه وهو بضم الفاء وسكون اللام آخره سين مهملة وقيل بضمها وقيل بالفتح وسكون اللام آخره سين, بعثه عليه السلام في ربيع الآخر سنة تسع في مائة وخمسين رجلا من الأنصار على مائة بعير وخمسين فرسا عند الواقدي, ولابن سعد مائتين من الأنصار ومعه راية سوداء فغاروا على أحياء من العرب وغادروا على محلة آل حاتم وهدموا الصنم وحرقوه ووجدوا في