بينه وبينهم عداوة وكانوا قد أسلموا وبنوا المساجد فلما سمعوا بقرب الوليد خرج منهم عشرون رجلا بالجزر والغنم فرحا به لكونه رسوله صلى الله تعالى عليه وسلم ومعهم السلاح تجملا على عادة العساكر فخاف لرؤية السلاح فرجع قبل أن يصلوا إليه وأخبر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أنهم بالسلاح يحولون بينه وبين الصدقة, فهم صلى الله تعالى عليه وسلم أن يبعث إليهم من يغزوهم وبلغهم ذلك فأقبل الحارث بن ضرار فلما دخل على المصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم قال له منعت الزكاة وأردت بقتل رسولي؟ قال لا والذي بعثك بالحق فنزلت في الوليد:{يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ}(الآية) قال ابن عبد البر لا خلاف بين أهل التأويل أنها نزلت في الوليد. وبعث عباد بن بشر يأخذ صدقاتهم ويعلمهم شرائع الإسلام بعد أن بعث خالد بن الوليد خفية في عسكر لاستكشاف الخبر وأمره أن يخفي عنهم قدومه, فلما دنا منهم بعث عيونا ليلا فإذا هم ينادون بالصلاة ويصلون, فآتاهم خالد فلم ير منهم إلا طاعة فرجع فأخبره عليه الصلاة والسلام, فنزلت الآية, وبعث إليهم عباد بن بشر. ثم سرية عبد الله بن عوسجة بفتح العين والسين المهملتين بينهما واو ساكنة وبالجيم إلى بني عمرو بن حارثة وقيل حارثة بن عمرو والأول أصح يدعوهم إلى الإسلام فأبوا واستخفوا بالصحيفة فقال عليه السلام ما لهم أذهب الله عقولهم فهم إلى اليوم أهل رعدة أي اضطراب في أجسادهم وعجلة في كلامهم وكلام مختلط, وأهل سفه كذا في المواهب وشرحها ثم سرية قطبة بضم القاف وسكون المهملة فموحدة ابن عامر الخزرجي العقبي حامل راية بني سلمة يوم الفتح إلى خثعم قريبا من تربة بضم الفوقية وفتح الراء فموحدة من أعمال مكة وأمره أن يشن الغارة عليهم ومعه عشرون رجلا يعتقبون على عشرة أبعرة فأخذوا رجلا فاستعجم عليهم وجعل يصيح بالحي ويحذرهم فضربوا عنقه فلما ناموا شنوا الغارة فاقتتلوا قتالا شديدا حتى كثر الجرحى في الفريقين وقتل قطبة من قتل وساقوا النعم والشاء والنساء فجاء سيل وحال