وكان يرفع له بيت ويضمخ بالزعفران والطيب تحفه بنو تميم قال:
(وأشهد من عوف حلولا كثيرة ... يحجون بيت الزبرقان المزعفرا)
ومنهم قيس ابن عاصم المنقري بكسر الميم وسكون النون وفتح القاف فراء مهملة كان قيس ممن حرم الخمر في الجاهلية وكان عاقلا حليما وكان له ثلاثة وثلاثون ولدا, وقال فيه النبي صلى الله تعالى عليه وسلم هذا سيد أهل الوبر, وقال عمر للأحنف ممن تعلمت الحلم, قال من قيس بن عاصم ومنهم الأقرع بن حابس وكان شريفا في الجاهلية, والإسلام, ولما رآهم نساؤهم وصبيانهم بكوا فعجلوا وجاؤوا إلى باب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فنادوه يا محمد أخرج إلينا تفاخرنا ونفاخرك وتشاعرنا ونشاعرك فإن مدحنا زين, وذمنا شين, فلم يزد صلى الله تعالى عليه وسلم على أن قال ذلك الله إذا مدح زان وإذا وإذا ذم شان, وإني لم أبعث بالشعر ولم أومر بالفخر ولكن هاتوا, فقدموا عطارد فخطب فأجابه قيس بن ثابت بن شماس وقام الزبرقان فقال قصيدة فبعث إلى حسان وكان غائبا فقال قم فأجب الرجل فقام فأجابه فقال الأقرع وأبي أن هذا الرجل لموتي له لخطيبه أخطب من خطيبنا ولشاعره أشعر من شاعرنا ولأصواتهم أعلى من أصواتنا فأسلموا وجوزهم بأحسن جوائزهم نزل فيهم:{إن الذين ينادونك من وراء الحجارت أكثرهم لا يعقلون}. ورد عليهم صلى الله تعالى عليه وسلم الأسري والسبي بفداء النصف والمن على النصف انتهى ملخصا من المواهب وشرحها. قوله منقر بفتح القاف من القاموس منقر كمنبر أبو قبيلة من تميم. وللعراقي:
(فبعثه عيينه الفزاري)
ثم بعث الوليد ابن عقبة بن معيط, واسمه أبان بن ذكوان بن أمية وهو أخو عثمان من أمه كان من رجال قريش أسلم في الفتح ولما مات عثمان اعتزل الفتنة فلم يشهد مع علي ولا غيره وأقام بالرقة إلى أن مات في خلافة معاوية, قاله الزرقاني بعثه صلى الله تعالى عليه وسلم إلى بني المصطلق بطن من خزاعة حي من الأزد يأخذ صدقاتهم وكان