للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تنالا) أي لا ينالها أحد فيما يأتي ولم ينلها أيضاً فيما مضى.

وروي أن جبريل لما وصل معه سدرة المنتهى قال له، صلى الله تعالى عليه وسلم، ها أنت وربك هذا مقامي لا أتعداه ومقامي بفتح الميم أي موضعي المشار إليه بقوله تعالى: {وما منا إلا له مقام معلوم} وهو سدرة المنتهى التي لا يتجاوزها أحد إلى نبينا محمد، صلى الله تعالى عليه وسلم، قاله النووي. قال الزرقاني واعلم أنه، صلى الله تعالى عليه وسلم، إن كان استمر على البراق في عروجه يكون بلوغه أعلى السموات في سبع خطوات لأنه يضع حافره عند منتهى طرفه والصحيح خلافه وهو أنه إنما ركبه إلى بيت المقدس ثم رقي في المعراج وهو السلم له درجة من ذهب ودرجة من فضة وعن يمينه ملائكة وعن يساره ملائكة انظر المواهب وشرحها وذكر الشيخ علي القاري في شرح الشفا أنه عليه السلام سأل جبريل أن يراه على صورته التي جبل عليها فقال لن تقو على ذلك، قال بلى، قال فأين تشاء أن تخيل لك فقال بالأبطح فقال لا يسعني. قال فبمنى قال لا يسعن. قال فبعرفات قال ذلك بالحري أن يسعني فواعده فخرج النبي، صلى الله تعالى عليه وسلم، للوقت فإذا جبريل قد استوى له أي قام في صورته التي خلقه الله تعالى عليها ستمائة جناح وهو بالأفق الأعلى على جانب المشرق في أقصى الدنيا عند مطلع الشمس فسد الأفق من المغرب فلما رآه، صلى الله تعالى عليه وسلم، كبر وخر مغشياً عليه فتدلى جبريل عليه السلام فنزل عليه حتى إذا دنا منه قدر قوسين أفاق فأراه في صورت الآدميين كما في سائر الأوقات فضمه إلى نفسه فقال لا تخف يا محمد، فقال، صلى الله تعالى عليه وسلم، ما ظننت أن أحداً من خلق الله هكذا. قال كيف لو رأيت إسرافيل عليه السلام إن العرش على كاهله وإن رجليه قد خرقتا تخوم الأراضين السفلى وأنه ليتصاغر من عظمة الله تعالى حتى يكون كالوضع يعني كالعصفور الصغير قيل ولم ير جبريل عليه السلام أحد من الأنبياء في صورته الحقيقية غير محمد فإنه رءاه فيها مرة في الأرض ومرة في السماء ليلة المعراج عند سدرة المنتهى،

<<  <  ج: ص:  >  >>