يقودهم مسعود بن رخيلة بضم الراء وفتح الخاء المعجمة في أرعمائة وأسلم مسعود بعد، وكانت عشرة آلاف وكان عناج الأمر إلى أبي سفيان، انتهى من المواهب وشرحها. وعناج الأمر ككتاب ملاكه وكان المسلمون ثلاثة آلاف وهذا هو الصحيح المشهور وقيل في عدد الجميع غير ذلك. قال الزرقاني كان لقريش ألفا بعير وخمسمائة بعير ويقودون ثلاثمائة فرس ولاقتهم بنو سليم بمر الظهران يقودهم سفيان بن عبد شمس في سبعمائة وكان حليفا لحرب بن أمية وخرج غير وذكر ابن سعد أن المسلمين كان معهم ستة وثلاثون فرسا وأن قريشا لما تهيأت للخروج أتى ركب خزاعة النبي (صلى الله عليه وسلم) في أربع ليال حتى أخبروه فندب الناس وأخبرهم خبر عدوهم، وشاورهم أيبرز من المدينة أم يكون فيها ويحاربهم عليها؟ فأشار سلمان بالخندق فأعجبهم ولم يكن الخندق من شأن العرب ولكن من مكائد الفرس أي حيلهم التي يتوصلون بها إلى مرادهم ولذا أشار به سلمان، فقال رسول الله إنا كنا بفارس إذا حوصرنا خندقنا علينا، فأمر رسول الله (صلى الله تعالى عليه وسلم) وضرب الخندق على المسلمين أي جعل على كل عشرة وأربعين ذراعا، روى الطبراني أنه (صلى الله تعالى عليه وسلم) خط الخندق من أحمر الشيخين تثنية شيخ ضد شارب وهما أطمان تثنية أطم بضمتين طرق بني حارثة حتى بلغ المواحج فقطع لكل عشرة أربعين ذراعا، قال شيخنا لعلها حاصلة من ضرب قدر من الطول في العرض والحاصل من ذلك في العمق وليس المراد أن لكل عشرة وأربعين طولا لزيادة ذلك على مسافة عرض المدينة بكثير لكثرة الصحابة الحافرين. قلت وفي رواية خط (صلى الله تعالى عليه وسلم) الخندق لكل عشرة أناس عشرة أذرع انتهى. وعمل عليه السلام فيه بنفسه وعمل فيه المسلمون فدأب ودأبوا أي جدوا وتعبوا حتى كان سلمان يعمل عمل عشرة رجال حتى عانه قيس بن صعصعة أي أصابه بالعين فلبط بضم اللام وكسر الموحدة وبطاء مهملة أي صرع فجأة فقال (صلى الله تعالى عليه وسلم) مروه فليتوضأ