(تخرجكم الروم منها كفرا كفرا)(أى قرية قرية) من عمل انصنا بالبر الشرقي من الصعيد في مقابلة الأشمونيين انتهى نقله الزرقاني. وفي القاموس القبط بالكسر أهل مصر وإليهم تنسب الثياب القبطية بالضم على غير قياس وقد تكسر ثم قال ومنهم ماريه القبطية أم إبراهيم انتهى. وهي بنت شمعون بفتح المعجمة وسكون الميم وبالعين المهملة وقيل بإهمالها وقيل بإعجامها وأمها من الروم وأهداها له المقوقس صاحب مصر والإسكندرية واسمه جريج بن مينا مات على نصرانيته وأهدي له معها أختها سيرين بكسر السين والراء المهملتين بينهما تحتية ساكنة وخصيا يقال له مابور بميم فألف فموحدة فواو ساكنة فراء ويقال هابوا بهاء بدل الميم وبغير راء في أخره قيل أنه أخو ماريه وقيل ابن عمها وأسلم وحسن إسلامه وكانت ماريه بيضاء جميلة. وروي أن المقوقس لم يجد في مصر أحسن وأجمل من ماريه وأختها فأهداهما. وروي ابن سعد عن عائشة ما غرت على امرأة إلا دونما غرت علي ماريه أعجب بها صلى الله تعالى عليه وسلم وكان أنزلها أولا بجوارنا فكان عامة الليل والنهار عندها ثم حولها إلى العارية وكان يختلف إليها هناك، وكان ذلك أشد علينا انتهى.
وأهدي معهم ألف مثقال ذهبا وعشرين ثوبا لينا وبغلة شهباء وهي دلدل وحمار أشهب وهو عفير ويقال يعفور وعسلا من عسل بنهى بكسر الموحدة وفتحها وسكون النون وبالقصر قرية من قري مصر ودعا النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بالبركة في عسل بنها ولم تزل كثيرة العسل خطى الآن ووهب عليه السلام سيرين لحسان بن ثابت فولدت له عبد الرحمن. ومن مناقب ماريه تبرئة الله تعالى لها ولقريبها فروي أنه عليه السلام دخل علها وهى حاملة بإبراهيم فوجد عندها نسيبا لها فوقع في نفسه شئ فخرج فلقيه عمر فعرف ذلك في وجهه، فسأله فأخبره فأخذ عمر السيف ثم دخل على ماريه وقريبها عندها فأهوي إليه بالسيف فكشف عن نفسه فراءه مجبوبا ليس بين رجليه شئ فرجع عمر إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فأخبره فقال