ولما ذكر رسله عليه السلام ناسب أن يذكر من كان يكتب من أصحابه الكتب التي يبعث بها رسله أو يكتب غيرها كالوحي وإلى بيانهم أشار بقوله:
(بيان من كان من الكتاب له ... صلى عليه ربنا وفضله)
الكتاب جمع كاتب والمراد به من كان يكتب له صلى الله تعالى عليه وسلم الوحي أو غيره أي هذا بيان من كان يكتب له عليه السلام من أصحابه، وصلى عليه أي أعطاه صلاة أي رحمة يلازمها تعظيم وفضله زاد فضلا وهذا لا يكتسب به صلى الله تعالى عليه وسلم زيادة ونحن مامورون بذلك تعظيما له عليه السلام، وفضلا منه تعالى علينا لننال به جزيل الثواب ثبتنا الله تعالى نحن وأحبتنا على محبته إلى المماة.
(زيد) قوله زيد بالرفع ما بعده معطوف عليه خبر مبتدإ محذوف أي وهم زيد إلخ .. وذكر العراقي أن عددهم اثنان وأربعون وزيد هو انب ثابت ابن الضحاط ابن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غن بن ملك بن النجار الخزرجي استصغر يوم بدر وشهد أحدا وقيل أول مشاهده الخندق وكانت معه راية بني النجار يوم تبوك قدم صلى الله تعالى عليه وسلم المدينة وله إحدى عشرة سنة كان مشهورا بكتب الوحي وكان يكتب له المراسلات وكتب للعمرين وكان عمر يستخلفه إذا حج، مات سنة خمسين أو ثمان وأربيعن، فقال أبو هريرة اليوم مات حبر هذه الأمة وعسى الله تعالى أن يجعل فى ابن عباس خلفا منه وكان أحد فقهاء الصحابة رأسا بالمدينة فى القضاء والفتوى والفرائض، وقال عليه السلام أفرضكم زيد رواه أحمد وذهب زيد ليركب فأمسك ابن عباس بالركاب فقال تنح يا بن عم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقال لا هكذا نفعل بالعلماء والخبراء وكان زيد ممن جمع القرآن فى خلافة أبي بكر ونقله إلى المصحف فى خلافة عثمان.
(أبي) بحذف العاطف أي ومن كتابه عليه السلام أبي بضم الهمزة