للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المضاعفة ولعل هذه المراجعة لما ألهمها لم يكن الوجوب مبرماً أو أوجبها أولاً ثم رحمنا فنسخها بياناً فيجوز نسخ وجوب الشيء قبل وقوعه كنسخ وجوب ذبح إسماعيل عليه السلام قصده تبياناً لمحل فضله وكرمه. وقوله استحييت بياءين وفي نسخة بياء واحدة ولعل وجه الحياء هو أن المبالغة في تخفيف العبادة نوع من الجفاء والقيام بما تعين من باب الوفاء في تحمل البلاء لحصول الولاء انظر ابن سلطان. (وأم خير مرسل للرسل) يعني أ، هـ، صلى الله تعالى عليه وسلم، أم الرسل ليلة الإسراء في السماء كما أمهم في الأرض ببيت المقدس وقد مرّ عند قول الناظم صدر الكتاب، شرفه الرحمن بالإسراء إلخ الحديث الذي فيه تعليمه عليه السلام الأذان تلك الليلة، وفي آخره، . وقال أي الراوي ثم أخذ الملك أي المؤذن بيد محمد فقدمه، فأم أهل السماء فيهم آدم ونوح، رواه عياض في الشفاء. وقوله خير فاعل أم وللرسل مفعوله واللام زائدة (وعاد) هو أي خير مرسل أي رجع إلى منزله، صلى الله تعالى عليه وسلم، بمكة بعد أن عرج به من المسجد الأقصى وهو بيت المقدس (من قبل انقضاء) أي تمام (الليل) ففي رواية ابن إسحاق والطبراني وابن جرير عن أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله تعالى عنها فلما كان قبيل الفجر أهبنا رسول الله، صلى الله تعالى عليه وسلم، وأهبنا بشد الموحدة أيقظنا، انظر ابن سلطان، فأخبر هو أي المصطفى عليه السلام، (الناس) أي قريشاً وغيره ممن حضر (بما قد اطلع عليه) أي أعلمه الله تعالى به وعرفه وأراه (في مسراه) أي سيره ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وهو مسجد القدس والمراد بالبركة حوله بركات الدين والدنيا لأنه مهبط الوحي ومتعبد الأنبياء من لدن موسى إلى زمن عيسى عليهم السلام وهو محفوف بالأنهار والأشجار والأزهار والثمار قاله ابن سلطان. (لما) ظرف زمان أي حين (أن رجع) وإن زائدة وأخبرهم أيضاً بما رآه في معراجه مما شاء الله أن بخبرهم به وأراد المصنف بالمسرى ما يشمل العروج ووجه تسمية بيت المقدس بالأقصى لبعد مسافته من المسجد الحرام وقد مر أن من جملة ما أخبرهم به ركوب البراق وسرعة

<<  <  ج: ص:  >  >>