للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نصب بفعل محذوف أي تفضل بهذا تفضلاً ويصح أنه مفعول له عند من لا يشترط كونه قلبياً (وقلل) هو أي الله تعالى (الأعدادا) المفروضة علينا أولاً فجعلها خمساً بعد أن كانت خمسين وجعل ثواب كل واحدة من الخمسة قدر ثواب عشرة من الخمسين، ومعنى البيتين أنه تعالى فرض ليلة أسري بالنبي، صلى الله تعالى عليه وسلم، وعلى أمته خمسين صلاة في كل يوم وليلة ثم في تلك الليلة خفف عنا الخمسين بجاه نبينا صلى الله تعالى عليه وسلم حتى انتهى العدد المفروض لخمس صلوات في كل يوم وليلة فقلل العدد وكثر ثواب تلك الخمس فجعل كل واحدة ثوابها قدر ثواب عشر صلوات مع أنا لا نستحق عليه ذلك فله الحمد على ذلك وعلى أن جعلنا ببركة نبينا، صلى الله تعالى عليه وسلم، خير أمة أخرجت للناس.

ولنذكر تمام حديث الإسراء المتقدم وهو فلما غشيها من أمر الله تعالى ما غشيها تغيرت مما غشيها فما أحد من خلق الله تعالى يستطيع أن ينعتها من حسنها فأوحى الله إلي ما أوحى ففرض علي خمسين صلاة في كل يوم وليلة فنزلت إلى موسى فقال ما فرض ربك على أمتك؟ فقلت خمسين صلاة، فقال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا يطيقون ذلك فإني قد بلوت بني إسرائيل فخبرتهم فرجعت إلى ربي أي إلى الموضع الذي ناجيته فيه أولاً، فناجيته فيه ثانياً فقلت رب خفف عن أمتي فحط عني خمساً فرجعت إلى موسى فقلت حط عني خمساً، قال إن أمتك لا يطيقون ذلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فلم أزل أرجع بين ربي تعالى وبين موسى حتى قال يا محمد إنها خمس صلوات كل يوم وليلة لكل صلاة عشر فتلك خمسون صلاة. ومن هم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة، ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئاً فإن عملها كتبت له سيئة واحدة. قال فنزلت حتى انتهت إلى موسى فأخبرته فقال ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فقال رسول الله، صلى الله تعالى عليه وسلم، قد رجعت إلى ربي حتى استحييت منه. قوله لكل صلاة عشر أي ثواب عشر صلوات وقوله فلتك خمسون أي بحسب

<<  <  ج: ص:  >  >>