من الله تعالى بحيث يراك وهو أقرب إليك من حبل الوريد فيكون ذلك منتجًا لمراقبتك له بحالك كأنك تراه فإن لم تراه فإنه يراك وهو مقام الإحسان.
تنبيه:
ذكر في المواهب عن ابن عبد السلام أن من خصائصه، صلى الله تعالى عليه وسلم، أنه يجوز أن يقسم به على الله تعالى دون غيره من الأنبياء والملائكة والأولياء. قال الزرقاني وأما الاستشفاع بهم فمستحب كما استشفع عمر بالعباس، فقال اللهم إنا كنا إذا قحطنا توسلنا إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون، رواه البخاري. وكذا يستشفع بما فعله من خير يذكره في نفسه فيجعله شافعًا لأن ذلك لائق بالشدائد كما في خبر الثلاثة الذين آووا في الغار قال وتعقب ما لابن عبد السلام بأنه لا اتجاه لما ذكره لأن الخصائص لا تثبت بالاحتمال بل في بعض الأخبار التصريح بخلافه وذكر التستري عن معروف الكرخي أنه قال لتلامذته إذا كان لكم إلى الله تعالى حاجة فأقسموا عليه بي، فإني الواسطة بينكم وبينه الآن بحكم الوراثة عن المصطفى، انتهى كلامه.
فيا هناء من قبلتموه ... ويا عناء من رددتموه
الخطاب في الموضعين لله تعالى والهناء بالفتح والمد السرور والفرح، والعناء بالفتح والمد التعب وهذا تعجب، أي فما أشد سرور من قبلتموه وما أشد تعب من رددتموه والعياذ بالله تعالى، وضمير الجمع هنا للتعظيم.
حاشى أولى الرحمة والإحسان ... من أن يردوا راجي الغفران
قال أسموني الصحيح أنها يعني حاشى التنزيهية اسم مرادف