للتنزيه منصوب انتصاب المصدر بدلًا من اللفظ بالفعل سبحان الله وقراءة حاشا بالتنوين أي تنزيهًا لله تعالى، انتهى المراد منه.
ومعنى البيت أنزه أولي الرحمة والإحسان أي الإنعام تنزيهًا أن يردوا عبدًا يرجو غفران الذنوب وهذا تذلل واستعطاف لله تعالى أن يجيب دعاءه، ثم ذكر ما يدل على التوكل وتفويض الأمر إلى الله تعالى فقال:
فليس للعبد سوى مولاه ... أدناه فضلًا منه أو أقصاه
أي فليس للعبد ملجأ سوى مالكه تبارك وتعالى سواه أدناه أي قربه بالإنعام عليه فضلًا منه أي بمحض فضله أو أقصاه أي أبعده عدلًا منه فعذبه لأنه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه فإن أنعم ففضل وإن عذب فعدل، لأن من تصرف في ملكه بما أراد فقد عدل. فحذف الناظم عدلًا بعد قوله أو أقصاه اكتفاء بقوله فضلًا (فما لنا) معشر العباد (في الحالتين) أي حالتي الإدناء والإقصاء نعوذ بالله تعالى من الخذلان (مذهب) أي مكان نذهب فيه (عن باب مولانا) أي ما لكنا عز وجل (إلى من نذهب) أي لا أحد نذهب إليه، إذ هو المتصرف في جميع المخلوقات بلا واسطة ولا شريك له ولا معين نسأله سبحانه التوفيقا ... وكونه غدا بنا رفيقًا ..... والدفع للضراء والبلاء .... والسبق في ميدان الأصفياء ..... فهو على ما شاءه قدير وبسماع من دعا جدير أي إجابته آمين يا رب العالمين.
يا رب من للهالك الغريق ... ليس له سواك من رفيق
الرفق اللطف، وفي هذا البيت إظهار الفاقة والاضطرار إلى الله تعالى إذ جعل نفسه بمنزلة الغريق في البحر فلا يرى حولًا ولا قوة ولا شيئًا ينفعه إلا إعانة مولاه ولطفه. (يا رب أنقذه) الضمير منصوب للهلاك الذي عبر به الناظم عن نفسه ومعنى انقذه أعذه وأجره (من الحريق) أي الإحراق أو فعيل بمعنى مفعل فهو بمعنى محرق وهو النار وبالأول فسر