والمهد ما يمهد للصبي ليربى عليه من مهدت له المكان أي وطأته له ولينته قاله الزرقاني. وقال في المواهب قيل توفي عنه وهو ابن شهرين وقيل ابن سبعة اشهر وقيل ابن ثمانية وعشرين شهرا والراجح المشهور الأول اهـ. يعنى أن كون عبد الله مات وهو حمل رجحه الواقدي وابن كثير والبلاذري وابن سعد والذهبي والحجة لهم ما في المستدرك عن قس بن مخرمة، قال توفي أبو النبي صلى الله عليه وسلم وأمه حبلى به قال الحاكم صحيح على شرط مسلم، قاله محمد بن عبد الباقي وكان عبد الله قد خرج تاجرا مع قريش فرجع من غزة ضعيفا فمروا بالمدينة فتخلف مريضا عند أخواله أي أخوال أبيه بنى عدي بن النجار فأقام عندهم مريضا شهرا فلما قدم أصحابه مكة سألهم عبد المطلب عنه فقالوا خلفناه مريضا فبعث إليه أخاه الحارث وقال ابن الأثير الزبير فوجده قد توفي بالمدينة ودفن بها في دار التابعة بفوقية فموحدة فعين مهملة كما في الزهر الباسم وهو رجل من بنى عدي بن النجار وقيل دفن بالابواء وقالت آمنة زوجته ترثيه:
(عفا جانب البطحاء من ال هاشم ... وجاور لحدا خارجا في الغماغم)
(دعته المنايا دعوة فأجابها ... وما تركت في الناس مثل ابن هاشم)
(عشية راحوا يحملون سريره ... تعاوره أصحابه في التزاحم)
(فإن تلك غالته المنون وريبها ... فقد كان معطاء كثير التراحم)
جعلت خلوها منه خلوا من ال هاشم مبالغة لعدم قيام غيره منهم مقامه فقولها وجاور لحدا إلخ .. الغماغم بغينين معجمتين وميمين أي الأغطية والمراد بها الأكفان التى لف فيها والمجرور حال وقولها خارجا صفة للحد فكأنها قالت وجاور حال كونه مدرجا في أكفانه لحدا بعيدا عن أماكن أهله ومعنى تعاوره إلخ .. أي تداوله أصحابه مع التزاحم عليه ففي بمعنى مع وريب المنون أسبابها المؤدية لها وعبر بأن التى هي للشك لاستبعاد وقوع الموت به استعظاما له وجواب الشرط محذوف أي أسف الناس عليه لأنه كان معطاء الخ .. فالفاء للتعليل انظر الزرقاني وروي أنه لما توفي عبد الله قالت الملائكة يا إلهنا وسيدنا بقي نبيك