للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وثلاثين وشلت يده وقاية لرسول الله (صلى الله عليه وسلم). وكان أبو بكر إذا ذكر يوم أحد يقول ذلك اليوم كله لطلحة، وروي النسائي والبيهقي بسند جيد عن جابر أدرك المشركون النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال من للقوم فقال طلحة أنا فذكر قتل الذين كانوا معهما من الأنصار قال ثم قاتل طلحة قتال الأحد عشر حتى ضربت يده فقطعت أصابعه فقال حس، فقال (صلى الله عليه وسلم) لو قلت بسم الله لرفعتك الملائكة والناس ينظرون، حتى تلج بك في جو السماء، ورمي يومئذ أبو رهم بضم الراء كما في الزرقاني كلثوم بن الحصين الغفاري بسهم فوقع في نحره فبصق عليه (صلى الله عليه وسلم) فبرئ وسمي المنحور وهي معجزة باهرة. ولما انقطع سيف عبد الله بن جحش أعطاه (صلى الله عليه وسلم) عرجون نخلة فعاد في يده سيفا فقاتل به حتى قتل، قتله أبو الحكم بن الأخنس بن شريق، ودفن هو وخاله حمزة في قبر واحد وأمه أميمة بنت عبد المطلب واختلف في إسلامها وقتله أي أبا الحكم علي بن أبي طالب وكان ذلك السيف يسمى العرجون ولم يزل يتوارث حتى بيع بمائتي دينار من بقا التركي أحد أمراء المعتصم إبراهيم بن هارون الرشيد وأصيبت عين قتادة بن النعمان حتى وقعت على وجنته وقيل في يده فأتى بها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخذها (صلى الله عليه وسلم) بيده وردها في موضعها، وقال اللهم اكسه جمالا، وفي رواية اللهم اجعلها أحسن عينيه وأحدهما نظرا، وكانت لا ترمد إذا رمدت الأخرى، وروي الأصمعي أن رجلا من ولده قدم على عمر بن عبد العزيز، فقال ممن الرجل؟ فقال:

(أنا ابن الذي سالت على الخد عينه ... فردت بكف المصطفى أحسن الرد)

(فعادت كما كانت لأول أمرها ... فيا حسن ما عين ويا حسن ما خدى)

فقال عمر:

(تلك المكارم لا قعبان من لبن ... شيبا بماء فعادا بعد أبوا لا)

فقال عمر بمثل ذا فاليتوسل. ووصله وأحسن جائزته.

<<  <  ج: ص:  >  >>