وقوله ويا حسن ما خذ هكذا رواه الأصمعي وأنشده اليعمري ويا حسن ما رد، وكان أول من عرف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد التحدث بقتله كعب بن مالك الخزرجي ثم السلمي العقبي، قال عرفت عينيه تزهران من تحت المغفر أي تضيئان ومن رواه تزران فمعناه تتوقدان وفي الصحاح زرت عينه تزر بالكسر زريرا وعيناه تزران إذا توقدتا، فناديت بأعلى صوتي: يا معشر المسلمين هذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأشار لي صلى الله عليه وسلم أن اصمت أي اسكت فلما سمعوا ذلك وعرفوه نهضوا إليه ونهض معهم نحو الشعب، فلما أسند أي صعد، قاله في النور، رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الشعب وكأن معناه لما دخلوا به في الشعب صعدوا به في الصخرة فاستندوا إلى جانب من الجبل بدليل رواية ابن إسحاق نهض (صلى الله عليه وسلم) إلى صخرة من الجبل ليعلوها وكان قد بدن وظهر بين درعين فلما ذهب لينهض لم يستطيع فجلس تحته طلحة بن عبيد الله فنهض به حتى استوى عليها قال الزبير سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول يومئذ أوجب طلحة قال البرهان بدن بفتح الدال المهملة أي أسن أو ثقل من السن وأوجب طلحة يعني أحدث شيئا يستوجب به الجنة، وجواب لما قوله أدركه أبي بن خلف وهو يقول أين محمد لا نجوت إن نجي، فاعترضه رجال من المؤمنين فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) هكذا أي خلوا طريقه فلما دنا تناول الحربة من الحارث بن الصمة فانتفض بها انتفاضة تطايروا عنه تطاير الشعراء من ظهر البعير إذا انتفض ثم استقبله عليه السلام فطعنه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في عنقه، وفي لفظ في ترقوته، وفي لفظ فخدشه في عنقه خدشا غير كبير وقع بها عن فرسه مرارا وجعل يخور كما يخور الثور ولم يخرج له دم، فكسر ضلعا بكسر الضاد وفتح اللام وتسكن من أضلاعه فلما رجع إلى قريش قال قتلني والله محمد، فقالوا ليس عليك بأس ما أجزعك؟ فقال واللات لو كان هذا الذي بي بربيعة ومضر لماتوا أجمعين، وفي رواية بجميع الناس لقتلهم، أليس قد كان قال لي بمكة أنا أقتلك فوالله