ولما أنهى الكلام على أزواجه المطهرات أتبعه بذكر أبنائه الكرام وبناته المكرمات عليه وعلى الجميع أطيب الصلوات فقال:
(بيان أولاد النبي أحمدا ... صلي عليه ربنا ومجدا)
قوله بيان خبر مبتدأ محذوف والبيان الإظهار والأولاد جمع ولد يقع على الذكر والأنثى والنبي صلى الله تعالى عليه وسلم سبق تفسيره في صدر الكتاب والرب المالك والمبلغ للشئ إلى كماله شيئا فشيئا والمجد والرفعة والشرف ومجده رفع قدره وشرفه دعاء بلفظ الخبر.
(أبناؤه أربعة فيما ورد ... على اختلاف جاء في هذا العدد)
يعني أن أبناءه صلى الله تعالى عليه وسلم وأولاده الذكور أربعة، مع اختلاف، جاء عن أهل السير في هذا العدد وهو كونهم أربعة والأصح أنهم ثلاثة فقط كما في العراقي وهو قول الزبير بن بكار وهو قول أكثر أهل النسب كما قاله الحافظ أبو عمر بضم العين يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر الشهير بكنيته والنسبة إلى جد أبيه وقال الدارقطني هو الأثبت ولذا اقتصر عليه اليزيد بن عياض وكونهم أربعة هو قول ابن إسحاق وقيل كانوا سبعة القاسم وإبراهيم وعبد الله والطيب والمطيب بضم الميم وفتح المهملة والتحتية الثقيلة، ولدا توأمين والطاهر والمطهر اسم مفعول ولدا توأمين أيضا ذكره ابن الجوزى وابن البرقي والذي اتفق عليه من الذكور كما في المواهب وقيل ولد له قبل المبعث أى من خديجة ولد يقال له عبد مناف انتهى. فقال عليه الزرقاني.
روي الهيثم بن عدي عن هاشم بن عروة وقال في الميزان هذا افتراء الهيثم على هشام والهيثم كذبه البخاري وأبو داؤد وآخرون وقال القطب الحلبي لا يجوز لأحد أن يقول هذه التسمية وقعت بين النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وقال الزرقاني وعلى المؤلف مؤاخذة فإن مثل هذا لا يذكر مع السكوت عليه انتهي.
(فالقاسم الذي به قد كنيا)
القاسم مبتدأ وخبره محذوف أى أكبرهم، أو خبر مبتدأ محذوف