للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسعود بن عروة قتل في هذه السرية. وقوله حرب منصوب بنزع الخافض أي جمع الناس إلى حرب، وقوله إبلا أي كثيرة كما في المناوي. ومدة غيبة تلك السرية عشرة أيام والله تعالى أعلم قاله الزرقاني.

ثم يلي ما مر بعث عبد الله بن أنيس بضم أوله وفتح النون وسكون التحتية ابن أسعد الجهني الأنصاري، قاله الزرقاني. بعثه وحده يوم الاثنين لخمس خلون من المنحرم على رأس خمسة وثلاثين شهراً من الهجرة إلى قتل سفيان بن خالد بن نبيح بضم النون وفتح الموحدة وسكون التحتية وحاء مهملة الهذلي ثم اللحياني قاله ابن سعد وتبعه اليعمري والعراقي وقال ابن إسحاق خالد بن سفيان بن نبيح لأنه بلغه عليه السلام أنه يجمع الجموع لحربه فقال لعبد الله ائته فاقتله، فقال صفه لي حتى أعرفه، قال إذا رأيته هبته وفرقت ووجد قشعريرة وذكرت الشيطان قال عبد الله وكنت لا أهاب الرجال، فقلت يا رسول الله ما فرقت من شيء قط قال آية ما بينك وبينه ذلك، واستأذنته أن أقول، فقال قل ما بدا لك فقال انتسب لخزاعة قال فأخذت سيفي ولم أزده عليه وخرجت اعتزى إلى خزاعة فلما وصل إليه بعرنه بضم العين المهملة وفتح الراء والنون فتاء تأنيث موضع بقرب عرفة موقف الحاج لقيه يمشي وراءه الأحابيش قال فهبته وعرفته بنعته صلى الله تعالى عليه وسلم وقد دخل وقت العصر فصليت وأنا أمشي أومئ برأسي إيماء فلما دنوت منه، قال فمن الرجل؟ قلت من بني خزاعة سمعت بجمعك لمحمد وجئت لأن أكون معك، قال أجل إني لفي الجمع فمشيت معه وحدثته فاستحلى حديثي وقلت عجباً لما أحدث محمد من هذا الدين، فأرق الآباء وسفه أحلامهم، قال إنه لم يلقي أحداً يشبهني وهو يتوكأ على عصى تهد الأرض حتى انتهى إلى خبائه وتفرق عنه أصحابه إلى منازل قريبة منه وهم يطيفونه به، فقال هلم يا أخذا خزاعة، فجلست معه حتى إذا نام الناس اغتررته واحتز عبد الله رأسه ثم دخل غاراً في الجبل وضرب العنكبوت عليه، فجاء الطلب فلم يجدوا شيئاً فخرج

<<  <  ج: ص:  >  >>