الواحد ماخض وعندي أن المخاض في الحقيقة ليس بجمع وإنما هو مصدر ولذلك وصف به الجمع، وفي التنزيل فأجاءها المخاض كذا رأيته معزواً للسهيلي. والأوارك الأكلة للأراك فتفتح أفواهها لذلك والرس البئر المطوية بالحجارة والنزوع كصبور القريبة القعر وجيش أرعن عظيم له فضول والكميت الأحمر، والقب الضوامر والحارك أعلى الكاهل، والعامي الذي مر عليه عام، والرواتك المسرعات، والرتك سير النعام، وفرات مر قريباً ضبطه ونسبه.
ثم سرية أبي سلمة بن عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم هلال المحرم على رأس خمسة وثلاثين شهراً من الهجرة إلى قطن بفتح القاف والطاء المهملة والبنون جبل بناحية فيذ بفتح الفاء وسكون التحتية وبالدال المهملة ماء لبني أسد بن خزيمة ومعه مائة وخمسون من المهاجرين والأنصار وسببها أن الوليد بن زبير الطائي أخبره صلى الله تعالى عليه وسلم أنه مرّ بطليحة وسلمة ابني خويلد الأسدي وهما يدعوان قومهما ومن أطاعهما لحربه عليه السلام فنهاهم قيس بن الحارث فلم ينتهوا، فبعث إليهم أبا سلمة وعقد له لواء وقال سر حتى تنزل بأرض بني أسد، فأغر عليهم. فأسرع أبو سلمة السير حتى انتهى إلى أدنا قطن فأغار على سرح لهم مع رعاء لهم مماليك ثلاثة وأفلت سائرهم فجاؤهم وأخبروهم الخبر فتفرقوا في كل وجه وهرب طليحة وأخوه ولم يدركهما أبو سلمة فرجع ولم يلق حرباً، وللعراقي رحمه الله تعالى:
(فبعده بعث ابن عبد الأسد ... بقطن لولدي خويلد)
(طليحة مع أخيه سلمه ... فد جمعها حرب نبي المرحمة)
(فلم يصل حتى تفرق الملا ... وغنموا شاء لهم وإبلا)
وطليحة أسلم بعد ذلك وارتد بعد النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وادعى النبوءة ثم أسلم إسلاماً صحيحاً ولم يغمض عليه في إسلامه بعد ذلك. وجزم الشامي بأن أخاه سلمة لم يسلم، وقال ابن عبد البر أن