لاستدعاء الموافقة وتحريك الشهوة أو الأفضل اجتماعهما في فراش واحد، وهو الذي ذكره النووي قائلا لأنه كان النبي صلى الله تعالى عليه وسلم يفعل، مع ملازمته قيام الليل، فإذا أراد القيام قام وتركها لا سيما إن علم من حال المرأة الحرص على المباشرة، فيجمع بين وظيفتها وقضاء حقها المندوب ونقل الحطاب عن البرزلي أنه يندب مبيته معها في فراش لما يدخل عليها من المسرة، إلا أن يكون لقصد عدم الوطأ لما يدخل عليه من الضرر في جسمه أو تكون هى مائلة إلى الكبر فمبيته معها مما يضر بدنه.
الثانية: روي البيهقي وغيره عن عائشة قالت دخلت على أمراه من الأنصار فرأت فراش رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قطيفة وفي رواية عباءة مثنية فبعثت إلى بفراش حشو الصوف، فدخل على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقال ما هذا يا عائشة؟ قلت فلانة الأنصارية دخلت فرأت فراشك فبعثت إلى بهذا. فقال رديه يا عائشة، فوالله لو شئت لأجري الله معي جبال الذهب والفضة انتهي. فاتخاذي هذا ليس عجزا عن غيره، بل اختيارا لعدم الترفه المشعر بالمباهاة وحظ النفس.
وعن ابن مسعود نام رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، على حصير فقام وقد أثر في جنيه فبكيت فقال ما يبكيك؟ قلت كسري وقيصر على الخز والديباج وأنت نائم على هذا الحصير يا رسول الله بأبي أنت وأمي لو كنت ءاذنتنا ففرشنا لك شيئا يقيك منه. فقال ما لى والدنيا. ما أنا في الدنيا إلا كراكب يستظل تحت شجرة ثم راح وتركها. وروي الحاكم عن عمر قال دخلت عليه صلى الله تعالى عليه وسلم، في مشربة وإنه لمضطجع على خصفة وإن بعضه لعلى التراب وتحت رأسه وسادة محشوة ليفا وأن فوق رأسه لأهاب عطين وفي ناحية المشربة قرظ فسلمت عليه وجلست، فقلت أنت نبي الله وصفوته وكسري وقيصر على سرر الذهب وفرش الحرير والديباج؟ فقال أولئك عجلت لهم طيباتهم في الدنيا وهي وشيكة الانقطاع وإنا قوم ادخرت لنا