للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التحتية أي يسلم إليه الأمر ويملك في أمره أو يسلم عليه تسليم الوداع أو يخير بين الدنيا والآخرة وأوشك من الراوي قاله المصنف، فلما اشتكى وحضره القبض ورأسه على فخذي غشي عليه فلما أفاق شخص بفتحتين بصره نحو سقف البيت أي ارتفع ثم قال اللهم في الرفيق الأعلى، أي اجعلني في الرفيق الأعلى أو في بمعنى مع، فقلت إذا لا يختارنا، فعرفت أنه حديثه الذي كان يحدثنا وهو صحيح. وفي رواية أبي موسى أسأل الله الرفيق الأسعد مع جبريل وميكائيل وإسرافيل وظاهره أن الرفيق المكان الذي تحصل فيه المرافقة مع المذكورين أي في الآية مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين ومن الملائكة الثلاثة المذكورين في الحديث لا معهم فقط.

وقال ابن الأثير الرفيق الأعلى جماعة الأنبياء الذين يسكنون أعلى عليين وقيل المراد به الله تعالى، لأن الرفيق من أسمائه تعالى، وقيل المراد به حضرة القدس وهي الجنة وبه جزم الجوهري وابن عبد البر وغيرهما.

وفي الصحيحين وغيرهما عن عائشة قالت دعا النبي، صلى الله تعالى عليه وسلم، فاطمة في شكواه الذي قبض فيه وللكشميهني فيها فسارها بشيء فبكت ثم دعا فسارها بشيء فضحكت، فسألناها عن ذلك فقالت أي بعد وفاته سارني أنه يقبض في وجعه الذي توفى فيه فبكيت ثم سارني فأخبرني أنني أول أهله يتبعه فضحكت. وفي رواية للصحيحين عن مسروق عن عائشة أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية النبي، صلى الله تعالى عليه وسلم، فقال لها مرحبا بابنتي ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم سارها. ولأبي داوود والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم عن عائشة قالت ما رأيت أحداً أشبه سمتاً وهدياً ودلاً برسول الله، صلى الله تعالى عليه وسلم، في قيامها وقعودها من فاطمة، وكانت إذا دخلت على رسول الله، صلى الله تعالى عليه وسلم، قام إليها وقبلها وأجلسها في محله، وكان إذا دخل عليها فعلت ذلك، فلما مرض دخلت عليه فانكبت عليه فقبلته، قال القسطلاني

<<  <  ج: ص:  >  >>