(وتردي بنا الجرد العناجيج وسطكم ... بني الأوس حتى يشفي النفس ثائر)
(ووسط بني النجار سوف نكرها ... لها بالقنى والدارعين زوافر)
(فنترك قتلى تعصب الطير حولهم ... وليس لهم إلا الأماني ناصر)
(وذلك أنا لا تزال سيوفنا ... بهن دم ممن يحاربن مائر)
(فإن تظفروا في يوم بدر فإنما ... بأحمد أمسى جدكم وهو ظافر)
(وبالنفر الأخيار هم أولياؤه ... يحامون في اللأواء والموت حاضر)
(يعد أبو بكر وحمزة فيهم ... ويدعى على وسط من أنت ذاكر)
(أولئك لا من نتجت في بيوتها ... بنو الأوس والنجار حين تفاخر)
(ولكن أبوهم من لؤي بن غالب ... إذا عدت الأنساب كعب وعامر)
(هم الطاعنون الخيل في كل معرك ... غداة الهياج الأطيبون الأكابر)
وقال علي رضي الله عن جميعهم ولم ير ابن هشام أحدا يعرفها:
(ألم تر أن الله أبلى رسوله ... بلاء عزيز ذي اقتدار وذي فضل)
(بما أنزل الكفار دار مذلة ... فلاقوا هوانا من أسار ومن قتل)
إلى أن قال:
(تبيت عيون النائحات عليهم ... تجود بأسبال الرشاش وبالوبل)
(نوائح تنعي عتبة الغي وابنه ... وشيبة تنعاه وتنعي أبا جهل)
(وذا الرجل تنعي وابن جدعان فيهم ... مسلية حرا مبينة الثكل)
(ترى منهم في بئر بدر عصابة ... ذوي نجدات في الحروب وفي الحل)
المسلبة التي لبست السلاب وهو خرقة سوداء تلبسها الثكلى، والثكل بالضم فقدان الحبيب، وحشدوا جمعوا، والمعقل المنعة، والمستبسل الذي يوطن نفسه على الموت والضرب، والعناجيج جياد الخيل انتهى. ثم بعد بدر غزوة سليم وهي قرقرة الكدر. ثم غزوة بني قينقاع ثم غزوة السويق، ثم غزوة غطفان، وهي غزوة ذي أمر، ثم غزوة بحران، فهذه خمس قبل أحد وبعد بدر، ولم أتكلم عليها هنا لئلا يطول الفصل بينما ذكره الناظم، ويأتي الكلام عليها إن شاء الله بعدما ذكر الناظم وبعدها "غزوة أحد" بضم الهمزة والحاء، قال المصباح مذكر مصروف وقيل يجوز تأنيثه باعتبار البقعة فيمنع وليس بالقوى، وهو جبل معروف، بين أوله وبين باب المدينة المعروف بباب البقيع ميلين وأربعة