دالة على صدقك وقعت في الجمادات والحيوانات غير الشهادة بالرسالة كتسبيح الحصا والطعام بيدك الشريفة وطاعة الراجي له وسجود الجمل وشكواه إليه والله تعالى أعلم.
فمن شهادة الجماد له بالرسالة أن قريشاً لما طلبته عليه السلام حين خرج عليه السلام مهاجراً وكان قد صعد ثبيراً فقال له ثبير اهبط يا رسول الله إني أخاف أن يقتلوك على ظهري فيعذبني الله تعالى. وقال له حراء إلي يا رسول الله بتشديد الياء أي إئت أو أقبل. وقال عليه السلام لما استقبلني جبريل بالرسالة جعلت لا أمر بحجر ولا شجر إلا قال السلام عليك يا رسول الله. وعن علي قال كنت مع النبي في ابتداء النبوءة فخرجنا في بعض نواحيها فما استقبله جبل أي حجر كما في ابن سلطان ولا شجر إلا وهو يقول السلام عليك يا رسول الله رواه الترمذي وروى الحاكم بإسناد جيد عن ابن عمر قال كنا مع النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، في سفر فأقبل أعرابي فلما دنا منه قال له رسول الله، صلى الله تعالى عليه وسلم، أين تريد؟ قال إلى أهلي. قال هل لك إلى خير؟ قال وما هو؟ قال تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله. قال هل لك من شاهد على ما تقول؟ قال رسول الله، صلى الله تعالى عليه وسلم، هذه الشجرة. وفي رواية هذه السمرة. فدعاها، صلى الله تعالى عليه وسلم، وهو على شاطئ الوادي فأقبلت تخد الأرض خداً فقامت بين يديه فاستشهدها ثلاثاً فشهدت ثم رجعت إلى منبتها ورجع الإعرابي إلى قومه وقال يا رسول الله إن يتبعوني آتيك بهم وإلا رجعت إليك وكنت معك.
وقوله تخد بضم الخاء المعجمة وتشديد الدال المهملة أي تشق والسمرة بفتح المهملة وضم الميم شجرة عظيمة ذات شوك من الطلح، وجمعها بفتح السين وضم الميم وسكونها ومنبتها بفتح الموحدة قياساً وكسرها سماعاً. قاله الزرقاني.
وأما شهادة الحيوانات له فمنها قصة الذئب ولها طرق من حديث أبي سعيد وأنس وأبي هريرة وابن عمرو فحديث أبي سعيد رواه أحمد