للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشفا أنه يعرف بحديث شاصونة اسم رواية وهو بشين معجمة وألف وصاد مهملة وواو ساكنة ونون وله طرق وغاية ما يفيده تعدد طرقه أنه ضعيف لزوال ما كان يخشى أنه من وضع الكريمي. أما الحسن فمن أين له ومداره على ثلاثة مجاهيل شاصونة وشيخه وشيخ شيخه قاله الزرقاني في شرح المواهب. وقوله ثم إن الغلام لم يتكمل بعد ذلك حتى شب أي بلغ زمن التكلم، قاله على القارئ في شرح الشفا. قال هذا الشارح ويناسب هذا شهادة الأخرس له عليه السلام بالرسالة كما في الشفا والمواهب عن البيهقي وقد نظمته معزواً له فقلت:

(وبرسالتك الأخرس شهد ... وعزوه للبيهقي قد عهد)

أي عرف ولفظ المواهب. وعن فهد بن عطية أن النبي، صلى الله تعالى عليه وسلم، أتى بصبي قد شب لم يتكلم قط وقال من أنا؟ فقال أنت رسول الله، ونحوه في الشفا. وفهد بفاء مفتوحة وهاء ساكنة ودال مهملة وفي نسخة وراء مهملة قال في المنتقى ولا أعرف بدال ولا براء والذي في البيهقي أنه عن شمر بن عطية انتهى. وهو كما قال إذ ليس في الصحابة من اسمه ذلك لا بدال ولا براء. وإنما هو شمر بكسر المعجمة وسكون الميم وراء بلا نقط ابن عطية الأسدي الكاهلي صدوق من أتباع التابعين قاله الزرقاني. وفي ابن سلطان ولعله تصحيف وإنما روي البيهقي عن سمر بن عطية بكسر السين المهملة وسكون الميم آخره راء انتهى منه.

وقوله قد شب أي كبر وصار شاباً قاله الشارحان الماران آنفاً. قال الزرقاني فأنطقه الله بعدما كان أبكم، فهو بمنزلة الميت والجماد لعدم القدرة على النطق انتهى. ثم ذكر الناظم رحمه الله تعالى شهادة الجمادات والبهائم له بالرسالة فقال:

(وكم جمادات وعجماوات ... فاهت بتصديقك في آيات)

كم للتكثير والجماد ما لا روح فيه والعجماء البهيمة أي ومن معجزاتك صلى الله تعالى عليه وسلم أن كثيراً من الجمادات والحيوانات قد نطقت بتصديقك. وقوله في آيات، بمعنى مع، أي مع معجزات أخر

<<  <  ج: ص:  >  >>