للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سنة فقتلت به وقيل أنها لم تقتل وجمع بأنها لم تقتل أو لا ولما مات أسلمها لأوليائه فقتلوها وقال الزهري تركت لأنها أسلمت وقالت استبان لي أنك صادق وهي أخت مرحب وروي أنه، صلى الله تعالى عليه وسلم، قال لها ما حملك على هذا؟ قالت إن كنت نبياً لن يضرك وإن كنت ملكاً أرحت الناس منك. فاحتجم عليه السلام على كاهله وقال في وجعه الذي توفي فيه ما زالت أكلة خيبر تعاودني فالآن قطعت أبهري والعداد بالكسر اهتياج وجع اللديغ بعد سنة قال الشاعر:

(ألاقي من تذكر آل ليلى ... كما يلقى السليم من العداد)

وعلى هذا فهو، صلى الله تعالى عليه وسلم، شهيد مع ما أكرم به من النبوءة، نقله اليدالي. وقد تقدمت هذه القصة في خيبر. وفي المناوي وعاش عليه السلام بعد ذلك أربع سنين، وفي رواية أنها أسلمت وعفا عنها وفي رواية أنه قتلها. وجمع البيهقي بأنه تركها لأنه لا ينتقم لنفسه ثم قتلها وليه قصاصاً ويحتمل أنه قتلها لنقضها العهد بما فعلته. وفلي رواية أنه صلبها انتهى كلامه.

(والطفل في المهد بتصديقك يا ... أزكى الورى قد فاه فيما رويا)

المهد الموضع يهيأ للصبي ويوطأ والطفل مبتدأ وخبره فاه أي نطق ويتعلق به المجرور أن قبله الورى العباد وأزكاهم معناه أطهرهم وتقرير البيت أن نقول ومن معجزاتك يا أطهر العباد أن الطفل تكلم في المهد بتصديقك فيما روي أي نقل وأشار بهذا إلى ما رواه البيهقي وغيره عن معرض بن معيقيب اليماني قال حججت حجة الوداع فدخلت داراً بمكة فرأيت فيها رسول الله، صلى الله تعالى عليه وسلم، ورأيت منه عجباً، جاء رجل من أهل اليمامة بغلام يوم ولد، وقد لفه في خرقة وقال له رسول الله، صلى الله تعالى عليه وسلم، يا غلام من أنا؟ قال أنت رسول الله. قال صدقت بارك الله فيك. ثم إن الغلام لم يتكلم بعد ذلك حتى شب، فكنا نسميه مبارك اليمامة. ومعرض بضم الميم وفتح المهملة وكسر الراء المشددة ثم ضاد معجمة كما في الإصابة وفي التلمساني وغيره اسم فاعل من أعرض وروي بكسر أوله كأنه آلة وفي

<<  <  ج: ص:  >  >>