العمى وقتل له من ذكر وكان يحب أن يبكي عليهم فسمع نائحة بالليل فقال لغلام له انظر هل حل النحب، هل بكت قريش على قتلاها لعلي أبكي فإن جوفي قد احترق فرجع إليه وقال إنما هي امرأة تبكي على بعير قد أضلته فقال:
(أتبكي أن يضل لها بعير ... ويمنعها من النوم السهود)
(فلا تبكي على بكر ولكن ... على بدر تقاصرت الجدود)
في أبيات ومنهم العاصي ولد أبو أحيحة سعيد بن العاصي بن أمية وغيرهم ولما أمر صلى الله عليه وسلم بعظماء القتلى أن يطرحوا في القليب، وفي الصحيح أنهم أربعة وعشرون فطرحوا فيه إلا أمية بن خلف فإنه انتفخ في درعه فملأها فألقوا عليه ما غيبة من التراب والحجارة فإنه انتفخ في درعه فملأها فألقوا عليه ما غيبه من التراب والحجارة فلما كان ببدر اليوم الثالث أمر براحلته فشد عليها رحلها ثم مشى وتبع أصحابه حتى قام على شفة الركي فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء ابائهم فنادى يا عتبة بن ربيعة ويا شيبة بن ربيعة ويا أبا جهل بن هشام هل وجدتم ما وعدكم الله حقا فإني وجدت ما وعدني الله حقا، وفي رواية أنه قال: عليه السلام يا أهل القليب بيس العشيرة كنتم كذبتموني وصدقني الناس وأخرجتموني وآواني الناس وقاتلتموني ونصرني الناس فجزاكم الله عني من عصابة شرا وممن أسر وأسلم بعد ذلك خالد بن هشام أخو أبي جهل وسهيل بن عمرو وأبو العاصي بن الربيع وغيرهم رضي الله عنهم، وممن أخذ أيضا العباس رضي الله عنه، ويروى أن هاتفا من الجن مر على مكة في اليوم الذي أوقع المسلمون بقريش وهو ينشد بأنفذ صوت ولا يرى شخصه:
(أزار الحنيفيون بدرا وقيعة ... سبنقض منها ملك كسرى وقيصرا)
(أبادت رجالا من لأي وأبرزت ... خرائد يضرين التراب حسرا)
(فيا ويح من أمسي عدو محمد ... فقد حاد عن قصد الهدى وتحيرا)
فقال قائلهم من الحنيفيون؟ فقالوا هو محمد وأصحابه. يزعمون أنهم على دين إبراهيم ثم لم يبلثوا أن جاءهم الخبر اليقين وكان أول من قدم مكة بمصابهم الحيسمان بن عبد الله الخزاعي قاله الكلاعي وروى