الطبراني أن أبا اليسر الأنصاري ثم السلمي بفتحتين أسر العباس رضي الله عنه وقيل له وكان جسميا جميلاً كيف أسرك أبو اليسر وهو دميم ولو شئت لجعلته في كفك؟ فقال ما هو إلا أن لقيته فظهر في عيني كالخندمة وهي كما قال القسطلاني جبل من جبال مكة، وروى البخاري أن رجالا من الأنصار استأذنوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في أن يتركوا للعباس فداءه فقال والله لا تذرون منه درهماً وروى ابن إسحاق أنه عليه السلام قال يا عباس أفد نفسك وابن أخيك عقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحارث وحليفك عتبة بن عامر، قال إني كنت مسلماً ولكن القوم استكرهوني، قال الله تعالى أعلم بما تقول، إن يكن ما تقول حقاً، فإن الله يجزيك ولكن ظاهر أمرك أنك كنت علينا وذكر ابن عقبة أن فداء كل واحد من الأسارى كان أربعين أوقية ذهباً وقال قتادة كان فداء كل أسير أربعة آلاف واستشهد يومئذ أربعة عشر رجلاً ستة من المهاجرين: عبيدة بن الحارث ومهجع بكسر الميم وفتح الجيم مولى عمر وهو أول من قتل من المسلمين وقال عليه السلام يومئذ مهجع سيد الشهداء، وعمير بن أبي وقاص أخو سعد وعاقل بن البكيري الليثي وصفوان بن بيضاء القهري وذو الشمالين بن عمد عمرو الخزاعي وستة من الخزرج: عوف بن عفراء وشقيقه معوذ بشد الواو وفتحها على الأشهر وجزم الوقشي بالكسر وحارثة بن سراقة وكان في النظارة فجاءه سهم غرب فوقع في نحره فقتله ويزيد بن الحارث ورافع بن المعلي وعمير بن الحمام بضم الهاء المهملة وخفة الميم بن الجموح واثنان من الأوس: سعد بن خيثمة الشهيد بن الشهيد والصحابي بن الصحابي واستشهد أبوة يوم أحد ومبشر بن عبد المنذر وقتل من الكفار سبعون وأسر منهم سبعون كما في حديث البخاري ومسلم، قال (صلى الله عليه وسلم) في أسارى بدر: لو كان المطعم بن عدي حياً ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له، سماهم نتنى لكفرهم، قال الحافظ أي بغير فداء، وقد مات المطعم قبل وقعة بدر وذكر الفاكهاني أن حسان بن ثابت رثاه فجازاه مجازاة له على ما صنع مع النبي (صلى الله عليه وسلم) انتهى،