فاك بضم المعجمة الأولى فما سقطت له سن. وفي رواية فكان أحسن الناس ثغراً، وإذا سقطت له سن تنبت له أخرى، وعاش عشرين ومائة وقيل مائة وثمانين وقيل مائتين وأربعين، وروي أنه لما أنشده قوله فيها:
(بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا ... وإنا لنرجو فوق ذلك مظهراً)
قال عليه السلام إلى أين يا أبا ليلى؟ قال فقلت إلى الجنة. قال نعم إن شاء الله. ولما أنشده قوله فيها:
(ولا خير في حلم إذا لم تكن له ... بوادر تحمي صفوه أن يكدرا)
(ولا خير في جهل إذا لم يكن له ... تأن إذا ما أورد الأمر أصدرا)
قال عليه السلام أجدت ودعا لعروة بن أبي الجعد بالبركة وقال فلقد كنت أقوم بالكناسة فما أرجع حتى أربح أربعين ألفاً. والكناسة بضم الكاف موضع وسوق بالكوفة، وكانوا يرمون فيه كناسات دورهم. ودعا لعلي أن يكفى الحر والقر فكان يلبس في الصيف ثياب الشتاء وفي الشتاء ثياب الصيف ولا يصيبه حر ولا برد. ودعا لفاطمة ابنته بعدم الجوع، قالت فما جعت بعد. ومن دعائه عليه السلام على غيره أي بالشر، دعاؤه على كسرى بأن يمزق الله ملكه لما مزق كتابه، فمزق ملكهم ولم يبق للفرس رئاسة في سائر أقطار الدنيا. ودعا على ابن أبي لهب: اللهم سلط عليه كلباً من كلابك فأكله الأسد. والمشهور أنه عتيبة بالتصغير كما مر وأن المكبر هو الصحابي وكذا أخوهما معتب صحابي وسبب الدعوة أنه أراد الخروج إلى الشام فأتى المصطفى عليه السلام فقال يا محمد هو كافر بالنجم إذا هوى بالذي دنا فتدلى ثم تفل في وجهه صلى الله تعالى عليه وسلم وطلق ابنته فدعا عليه ورجع إلى أبيه فأخبره ثم خرج مع أبيه في نفر من قريش إلى الشام فنزلوا منزلاً فأشرف عليهم راهب من الدير فقال إن هذه أرض مسبعة فقال أبو لهب لأصحابه غثونا يا معشر قريش إني أخاف على ابني دعوة محمد، فجمعوا جمالهم وأناخوها حولهم وأحدقوا بعتيبة فجاء الأسد يتشمم وجوههم حتى ضرب عتيبة فقتله وقيل أن المصغر هو الصحابي والمكبر هو قتيل