في الجاهلية، ويشبه هذا أن لسانه كان يصل لجبهته ونحره وكذا كان أبوه وابنه عبد الرحمن قال أبو عبيدة كان حسان شاعر الأنصار في الجاهلية وشاعر المصطفى في أيام النبوءة وشاعر اليمن كلها في الإسلام وتوفي حسان سنة أربع وخمسين وأما كعب فهو ابن مالك بن عمرو وهو خزرجي من بني جشم كصرد بن الخزرجي ثم من بني سلمة بكسر اللام وليس في العرب سلمة بكسر اللام سوى هذا كما في الجوهري وسمي بالسلمة واحدة السلم بكسر اللام وهي الحجارة والثلاثة الذين تيب عليهم هو وهلال بن أمية ومرارة بن الربيع، فأول إسلامهم بمكة وكعب شاعر رسول الله (صلى الله تعالى عليه وسلم) وكف بصره آخر عمره انتهى من الحلة السيرا. وروي أحمد عن كعب هذا أنه قال: قال لنا رسول الله (صلى الله تعالى عليه وسلم) أهجوا المشركين بالشعر فإن المؤمن يجاهد بنفسه وماله والذي نفس محمد بيده كأنما ينضحونهم بالنبل، نقله الزرقاني. وأما عبد الله فهو ابن رواحة بن ثعلبة بن امرؤ القيس وهو من بني كعب بن الخزرج وأحد امراء مؤتة وأحد الشعراء الذين كانوا يردون الأذى عن رسول الله (صلى الله تعالى عليه وسلم)، ونزل فيه وفي حسان وكعب بن مالك {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً} قاله في الحلة السيرا. وفي الزرقاني قال المرزباني كان ابن رواحة عظيم القدر في الجاهليه والإسلام وكان يناقض قيس ابن الخطيم في حروبهم وروى ابن عساكر أنه عليه السلام قال لابن رواحة يا سيد الشعراء أنظر الزرقاني، ولنعد إلى ما وعدنا به من ذكر شعر وفد تميم وجواب حسان له وذلك أنه لما خطب ثابت بن قيس خطبته المارة قام الأقرع فقال كما في المواهب وذكر الزرقاني عن ابن هشام أنها للزبرقان بن بدر:
(أتيناك كي ما يعرف الناس فضلنا ... إذا خلفونا عند ذكر المكارم)
(وإنا رؤوس الناس في كل معشر ... وإن ليس في أرض الحجاز كدارم)