ثم ان خديجة رضي الله عنها عرضت نفسها عليه صلى الله عليه وسلم بلا واسطة كما عند ابن إسحاق، قالت ياابن عمي إني قد رغبت فيك لقرابتك ووساطتك فى قومك وأمانتك وحسن خلقك وصدق حديثك أو بواسطة كما رواه ابن سعد عن نفيسة بنت منية قالت كانت خديجة امرأة حازمة جلدة شريفة مع ما أراد الله بها من الكرامة والخير وهي يومئذ أوسط قريش نسبا وأعظمهم شرفا وأكثرهم مالا وكل قومها كان حريصا على نكاحها لو قدر قد طلبوها وبذلوا لها الأموال فأرسلتني دسيسا إلي محمد صلى الله عليه وسلم بعد أن رجع فى عيرها من الشام فقلت يا محمد ما يمنعك أن تتزوج فقال ما بيدي ما أتزوج به، قلت فإن كفيت ذلك ودعيت إلى المال والجمال والشرف والكفاءة ألا تجيب؟ قال فمن هى؟ قلت خديجة! قال وكيف لي بذلك فذهبت فأخبرتها فأرسلت إليه أن أتي الساعة كذا قال الزرقاني والجمع بينهما ممكن بأنها بعثت نفيسة أولا لتعلم هل يرضى فلما علمت ذلك كلمسته بنفسها وسبب عرضها ما أخبرها به غلامها ميسرة مع ما رأته من الآيات وما ذكره ابن إسحاق قال كان لنساء قريش عيد يجتمعن فيه فاجتمعن يوما فيه فجاع هن يهودي فقال يامعشر نساء قريش إنه يوشك أن يبعث فيكن نبى فأيتكن استطاعت أن تكون فراشا له فلتفعل، فحصبته وأغلظن له وأغضت خديجة ووقر ذلك فى نفسها. فلما أخبرها ميسرة بما رأى وما رأته هى قالت إن كان ما قال اليهودي حقا ما ذاك إلا هذا اهـ. وحصبنه: رمينه بالحصباء، وأغضت بغين وضاد معجمتين سكتت قاله الزرقانى، ثم لما أرسلت إليه خديجة ذكر ذلك لأعمامه فخرج معه منهم حمزة كما عند ابن إسحاق وخطبها من أبيها له صلى الله عليه وسلم فتزوجها عليه السلام وقال المبرد ان أبا طالب هو الذي نهض معه وهو الذي خطب خطبة النكاح، قال في النور فلعلهما خرجا جميعا والذى خطب أبوطالب لأنه أسن من حمزة اهـ
ولابن إسحاق من طريق آخر: وحضر أبو طالب ورؤساء مضر فخطب