وروي أن تجارتها ربحت ضعف ما كانت تربح وأضعفت له خديجة ما كانت سمته له، فلما دخل عليها ميسرة أخبرته بما رأت قال قد رأيت هذا منذ خرجنا من الشام وأخبرها بقول نسطورا وبقول الآخر الذي خالفه فى البيع اهـ ونسطورا بفتح النون وسكون السين وضم الطاء المهملتين وألفه مقصورة وقوله ما نزل تحت هذه الشجرة إلا نبى قال السهيلي يريد ما نزل تحتها هذه الساعة ولم يرد ما نزل تحتها قط إلا نبي لبعد العهد بالأنبياء وإن كان لفظ قط فى رواية فقد تكلم بها على جهة التوكيد بالنفى ويبعد في العادة أن تخلو شجرة من نزول أحد تحتها حتى يجيء نبى إلا أن تصبح رواية من قال فى هذا الحديث أحد بعد عيسى. وقوله وكان ميسرة يرى إلخ .. فيه جواز رؤية الملائكة، اهـ. ملخصا من الكلاعي والمواهب وشرحها.
(وإذ إلى مكة عاد) إذ ظرف زمان مضاف للجملة بعده والعامل فيه نكاح الآتي أي وونكح خديجة حين عاد أي رجع من سفره مع ميسرة إلى مكة (و) الحال أنه صلى الله عليه وسلم حين نكاحه إياها قد (افتتح) أي ابتدأ (ستا وعشرين) سنة (من العمر) قال فى القاموس العمر بالفتح وبضمتين الحياة وتزوجه بها عقب قدومه من الشام بشهرين وخمسة وعشرين يوما وذلك عقب صفر سنة ست وعشرين قاله ابن عبد البر نقله الزرقاني (نكح) أي تزوج (خديجة) بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وكانت في الجاهلية تدعى بالطاهرة لشدة صيانتها وعفافها وكانت تسمى سيدة نساء قريش وأم خديجة فاطمة بنت زائدة ابن الأصم العامرية وللبدوي:
(وأمها فاطمة بنت الخضم ... زائدة القرم الهمام ابن الأضم)
خديجة (من بعد أربعيناه * مضت لها من عمرها سنينا) بدل من أربعين رواه ابن سعد واقتصر عليه اليعمري وقدمه مغلطاي والبرهان قال فى الغرار وهو الصحيح وقيل عمرها إذ ذاك خمس وأربعون وقيل ثلاثون سنة وقيل ثمانية وعشرون وقول المواهب أربعون سنة وبعض