عليك من يهود ولكن لا نجد من ذلك بداً فقال صلى الله عليه وسلم لعلها ترسل إلى في ذلك. فقال أبو طالب إني أخاف آن تؤتى غيرك، فبلغ خديجة ما كان من محاورة عمه له وقبل ذلك صدق حديثه وعظم أمانته وكرم أخلاقه وقالت ما علمت انه يريد هذا وأرسلت إليه وقالت دعاني إلى البعثة إليك ما بلغني من صدق حديثك وعظم أمانتك وكرم أخلاقك وأنا أعطيك ضعف ما أعطى رجلا من قومك فذكر ذلك لعمه فقال إن هذا لرزق ساقه الله إليك وخرج رسول صلى الله عليه وسلم ومعه ميسرة في تجارة لخديجة حتى بلغ سوق بصرى لأربع عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة فنزل تحت ظل شجرة قريبا من صومعة نسطورا الراهب فاطلع إلى ميسرة وكان يعرفه فقال يا ميسرة من هذا الذي تحت هذه الشجرة فقال رجل من قريش من أهل الحرم، فقال له الراهب ما نزل تحت هذه الشجرة إلا نبي، وروي أن الراهب دنى إليه صلى الله عليه وسلم وقبل رأسه وقدميه، فقال آمنت بك وأشهد أنك الذي ذكر الله في التوراة، فلما رأى الخاتم قبله وقال أشهد أنك رسول الله النبي الأمي الذي بشر بك عيسى فإنه قال لا ينزل بعدي تحت هذه الشجرة إلا النبي الأمي الهاشمي العربي المكي صاحب الحوض والشفاعة ولواء الحمد ثم قال الراهب لميسرة في عينيه حمرة قال ميسرة لا تفارقه أبدا، قال الراهب هو هو، وهو آخر الأنبياء ويا ليت أني أدركه حين يؤمر بالخروج، فوعى ذلك ميسرة ثم حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم سوق بصرى فباع وأشترى وكان بينه وبين رجل اختلاف فى سلعة فقال الرجل أحلف باللات والعزى فقال ما حلفت بهما قط، فقال الرجل القول قولك ثم قال لميسرة وخلا به هذا نبي والذى نفسي بيده إنه لهو الذي تجد أحبارنا منعوتا فى كتبهم فوعى ذلك ميسرة ثم انصرف أهل العير جميعا وكان ميسرة يرى في الهاجرة ملكين يظلانه في الشمس ولما رجعا إلى مكة فى ساعة الظهيرة وخديجة فى علية بكسر العين والضم لغة أي غرفة لها رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على بعير وملكان يظلان عليه فأرته نساء ها فعجبن بذلك ودخل عليها رسول الله صلى الله عليه