(يتيم فقال ادعوه إن طعامنا ... كثير عليه اليوم غير حرام)
(فلما رآه مقبلا فوق رأسه ... ويوقيه حر الشمس ظل غمام)
(حنى ظهره شبه السجون وضمه ... إلى نحره والصدر أي ضمام)
(فلذلك من أعلامه وبيانه وليس ... نهار واضح كظلام)
(وعاد) هو أي النبي صلى الله عليه وسلم أي رجع (مع مسيرة) غلام خديجة. قال في النور ولا ذكر له في الصحابة فيما أعلمه والظاهر انه مات قبل البعثة ولو أدركها لأسلم (للشام) في تجارة لخديجة رضي الله عنها وكانت ذات شرف ومال كثير وتجارة تبعث بها إلى الشام فتكون عيرها كعامة عير قومها ووكانت تستأجر الرجال وكانت قريش قوما تجارا ومن لم يكن تاجرا منهم فليس بشيء عندهم فخرج صلى الله عليه وسلم في تجارتها وله عليه السلام خمس وعشرون سنة فيما رواه الواقدي وابن السكن وصدر به ابن عيد البر وقطع به عبد الغني قال في الغرر وهو الصحيح الذي عليه الجمهور وقيل سنه إحدى وعشرون قاله الزهري. وقال البرقي تسع وعشرون وقيل ثلاثون، حكاه ابن عبد البر. وقال ابن جريج سبع وثلاثون انظر المواهب وشرحها واقتصر الكلاعي على الأول (وهو) بسكون الهاء أي النبي صلى الله عليه وسلم مبتدء (من الرحمن) متعلق بخبر المبتدء وهو قوله (في إكرام) أي تعظيم لا تعظيم يدانيه، وإحسان لا إحسان يوازيه فالتنكير للتعظيم وبين بعض إكرامه المتعلق بالظاهر بقوله (تظله) أي النبي صلى الله عليه وسلم (الأملاك) جمع ملك يأتي أن ميسرة كان يرى عليه ملكين يظلانه في الهاجرة (في المسير) أي مسيره هذا (حين اشتداد الحر) الظرف متعلق بتظله (في الهجير) أي القائلة. وسبب هذه القصة أن أبا طالب قال للنبي صلى الله عليه وسلم يا ابن أخي أنا رجل لا مال لي. وقد اشتد الزمان علينا وألحت علينا سنون منكرة وليست لنا مادة ولا تجارة وهذه عير قومك قد حضر خروجها إلى الشام وخديجة تبعث رجالا من قومك يتجرون في مالها ويصيبون منافع فلو جئتها لفضلتك على غيرك لما يبلغها من طهارتك وإن كنت أكره أن تأتي الشام وأخاف