وابرهة بجيش عظيم فقتلوا ملك اليمن واستولوا عليه ثم اختلفا فقتل إلياط بعد أن شرم أنف ابرهة وحاجبه وعينه وشفته فبرئ واستقل بالملك فغضب عليه النجاشي فأرسل تحفا إليه حتى رضي فأقره ولهذا سمي الشرم وقيل لأن أباه ضربه فشرم أنفه وجبينه ثم إن ابرهة رأى ان الناس يتجهزون أيام الموسم فقال أين يذهبون فقيل يحجون بيت الله بمكة قال ما هو قيل من الحجارة قال وما كسوته قيل ما يأتي من هنا، قال والمسيح لأبنين لكم خيرا منه فبني كنيسة بصنعاء بأنواع الرخام ونقل لها الحجارة المنقوشة بالذهب والفضة من قصر بلقيس وحلى الكنيسة بالذهب والفضة وأنواع الجواهر ونصب فيها صلبانا من ذهب وفضة ومنابر من عاج وغيره وكان يشرف منها على عدن لارتفاع بنائها ولذا سماها القليس بضم القاف وفتح اللام مشدودة ومخففة فتحتية ساكنة فسين مهملة أو بفتح القاف وكسر اللام لأن الناظر لها تسقط قلنسوته عن رأسه، فأراد صرف الحج إليها وكتب للنجاشي إني بنيت كنيسة باسم الملك لم يكن مثلها أريد صرف حج العرب إليها وأمنعهم من الذهاب لمكة فلما شاع ذلك في العرب خرج رجل من كنانة مغضبا فتغوط فيها ولحق بأرضه، وقيل أججت فيها فتية من العرب نارا فحلف ليهدمن الكعبة حجرا حجرا فكتب إلى النجاشي بذلك وسأله أن يبعث له فيله "محمودا" فلما قدم الفيل خرج في ستين ألفا فلما سمعت العرب بخروجه رأوا جهاده حقا عليهم فخرج رجل من ملوك اليمن اسمه ذو نفر بنون ففاء فراء فقاتله فهزم هو واصحابه وأتى به في وثاق فحبسه عنده ثم مضى فلما كان بأرض خثعم خرج إليه نفيل الخثمعي في قبيلته ومن تبعه من العرب فهزموا وأسر نفيل فلما هم بقتله قال لا تقتلني فإني دليلك بأرض العرب فخرج به يدله فلما مر بالطائف خرج إليه مسعود بن متعب في رجال ثقيف فقالوا أيها الملك إنما نحن عبيدك سامعون مطيعون ولست تريد هذا البيت يعنون بيت اللات إنما تريد الذى بمكة ونحن نبعث معك من يدلك فبعثوا معه أبا رغال فلما بلغ الجيش المغمس وهو موضع بطريق الطائف كمعظم