بالنمراء لكون لونها النمر لما فيها من بياض وسواد. وقوله مع راية صفراء هذه الراية المخصوصة لم يكن لها اسم. وروي الطبراني أن المصطفى عقد رايات الأنصار وجعلهن صفرا. وقوله مع راية سوداء أي غالب لونها السواد أي بحيث ترى من بعد سوداء لأن لونها كان سوادا خالصا والأولية جمع لواء وهو العلم الصغير وروي ابن عساكر كان لواء المصطفى يوم دخل مكة أبيض فحمله سعد بن عبادة وروي أيضا عن أنس وعائشة كان له لواء أسود وقوله مع أغبر منها اتخذا أي ربما اتخذ بعضها من أغبر ففي حواشي السنن للمنذري عن مجاهد كان لرسول الله (صلى الله تعالى عليه وسلم) لواء أغبر، انتهى. أي بين البياض والسواد. قال ابن حجر الراية بمعنى اللواء وهو العلم الذي يحمل في الحرب ويعرف به صاحب الجيش وقد يحمله أمير الجيش وقد يرفعه إلى مقدم العسكر وصرح بعض أهل اللغة بترادفهما والأحاديث تدل على التغاير فلعل التفرقة عرفية انتهى من المناوي.
(وكان أيضا عنده لواء ... أبيض قد فشت بذا الأنباء)
يريد أنه (صلى الله تعالى عليه وسلم) كان له مع رايته السوداء لواء أبيض كما قدمته وقد فشت أي كثرت وشاعت بذلك الأنباء بفتح الهمز جمع نبأ وهو الخبر وقد مر الكلام في ترادف الراية واللواء وتغايرهما ومر بأبسط من ذلك في أول الكتاب واختصاره ذلك أنه علي التغاير فالراية العلم الكبير يجعل في طرف الرمح ويترك تصفقه الرياح ويعرف به مكان صاحب الجيش، واللواء العلم الصغير وعلى الترادف فكل منها العلم الذي يحمل في الحرب والله تعالى أعلم.
(بيان ماله من الثياب ... ومن أثاث فاستمع خطابي)
أي هذا بيان ما كان له (صلى الله تعالى عليه وسلم) من الثياب جمع ثوب وما كان له من الأثاث وهو بفتح الهمزة ومثلثتين متاع البيت