وروى أنه عليه السلام قال له يوم لحقهما في الهجرة كيف بك إذا لبست سواري كسرى فعجب من ذلك فلما أوتي بها عمر وبتاجه ومنطقته دعا سراقة فألبسه السوارين وقال ارفع يدك وقل الله أكبر الحمد لله الذي سلبهما كسرى بن هرمز وألبسهما سراقة بن مالك، أعرابياً من بني مدلج. ورفع عمرو صوته ثم قسم ذلك بين المسلمين انظر الزرقاني. (ودرت الألبان) أي كثرت (إذا) أي حين (مسحتا) بيدك المباركة على (ضروع من شياه) لا لبن لها، (شتى) جمع شتيت بمعنى متفرق نعت لشياه، يعني أن ذلك وقع معجزة له عليه السلام غير ما مرة، والمسح كالمنع امرار اليد على الشيء ومثل الناظم رحمه الله تعالى لما ذكر من درور الألبان بثلاثة أمثلة أولها أشار له بقوله (كشاة عبد الله) بن مسعود الهذلي القديم الإسلام من علماء الصحابة وقال فيه المصطفى عليه السلام رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد وكانت حائلاً لا لبن لها ولم ينز بفتح الياء وسكون النون وضم الزاي أي لم يثب ولم يعل عليها فحل للضراب فدرت وكان ذلك سبب إسلام ابن مسعود قاله ابن سلطان (والمقداد) أي وشاة المقداد وكانت حائلاً لا لبن لها وهي في صحيح مسلم، قال ابن سلطان وقصة شاة المقداد مختصرة ما روي عنه قال أقبلت أنا وصاحبان لي وقد ذهب أسماعنا وأبصارنا من الجهد يعني الجوع فعرضنا أنفسنا على أصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فلم يقبلنا أحد فأتينا النبي فانطلق بنا إلى أهله فإذا ثلاث أعنز فقال احتلبوا هذا اللبن بيننا، فكنا نحلب فكان يشرب كل إنسان نصيبه ونرفع للنبي نصيبه فيجيء من الليل فيشرب به فوقع في نفسي ذات ليلة أن نبي الله يأتي الأنصار فيتحفونه ما به حاجة إلى هذه الجرعة فشربتها ثم ندمت على ما فعلت خشية أنه إذا جاء فلم يجده يدعو علي فأهلك وجعل لا يجيء النوم وأما صاحباي فناما فجاء صلى الله تعالى عليه وسلم كعادته وكشف عن نصيبه فلم يجد شيئاً فرفع رأسه إلى السماء فقلت الآن يدعو علي فقال اللهم اطعم من أطعمني