(وهي عثمان والزبير وسعد ... وابن عوف وطلحة بن عبيد)
ثم دخل الناس في الإسلام أرسالا من الرجال والنساء حتى فشا ذكر الإسلام وتحدث به ثم ان الله تعالى أمر رسوله أن يصدع بما أمر به أي يظهره فصدع بما أمره به وكان اظهار هـ لأمره بعد ثلاث سنين من مبعثه فيما يقال، ومع ذلك لم يبعد عنه قومه ولم يردوا عليه بل كانوا إذا هر عليهم فى مجالسهم يقولون هذا ابن عبد المطلب، يكلم من السماء واستمروا على ذلك حتى عاب ألهتهم وعبادتهم لها، وكان ذلك سنة أربع من النبوءة فأجمعوا على خلافه وصمموا على
عداوته، إلا من عصام الله منهم بالإسلام، وحدب عليه بفتح الحاء وكسر الدال المهملتين أي عطف عليه عمده أبو طالب وقام دوانه ومنعه منهم فاشتد الامر بين هم حتى تضاربوا بالفعل كما جاء أن سعد بن أبي وقاص كان في نفر من قريش يصلون في بعض شعاب مكة فظهر عليهم نفسر من المشركين فعابوا صنعهم حتى قاتلوهم فضرب سعد بن أبي وقاص رجلا منهم بالحي بعير فشجة فكان أول دم أريق فى سبيل الله، وتذا مرت قريش أي حض بعضهم بعضا على من أسلم منهم يعذبونهم ويفتنونهم عن دينهم ومنع الله رسوله صلي الله عليهـ وسلم بعمه أبي طالب وبني هاشم ما عدي أبا لهب، وببني المطلب بن عبد مناف إذ طلب منهم أبو طالب ذلك، (ومع ذا) الذي رأوا منه صلى السله عليه وسلم من الآيات الدالة على صدقه، (حاصره) قال في القاموس حصره وحاصره حبسه وحصار العد ومعروف اهـ. (الفجار) جمع فاجر وهو المنبعث فى المعاصي يعني كفار من حاصره من قريش ولا معصية أعظم من الكفر (كما أتت بذلك) الحصار (الأخبار) أي الروايات، وسبب الحصار أنه لما رأت قريش عزة النبي صلى الله عليه وسلم بمن معه وبإسلام عمر بن الخطاب وعزة أصحابه بالحبشة وفشو الإسلام فى القبائل قالوا قد أفسد أبناءنا ونساءنا وأجمعوا أن يقتلوه صلى الله عليه وسلم، فبلغ ذلك أبا طالب وبني هاشم وبنى أخيه المطلب فأمرهم أبو طالب فأدخلوا رسول الله