للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلى الله عليه وسلم في شعب بني هاشم وكان منزل بني هاشم غير مساكنهم وكان لهاشم فقسمه عبد المطلب بين بنيه حين ضعف بصره وصار للنبي صلى الله عليه وسلم فيه حظ أبيه ومنعوه صلى الله عليه وسلم حمية على عادة الجاهلية، فلما رأت قريش ذلك إئتمروا أن يكتبوا كتابا يتعاقدون فيه على بنى هاشم وبني المطلب أن لا ينكحوا إليهم بفتح حرف المضارعة أي لا يتزوجوا منهم، فإلى بمعنى من ولا ينكحوهم بضمها أي لا يزوجوهم ولا يبيعوا منهم شيئا ولا يبتاعوا ولا يقبلوا منهم صلحا أبدا ولا تأخذهم بهم رأفة حتى يسلموا رسول الله للقتل وكتبوه في صحيفتهم بخط منصور بن عكرمة، قال ابن اسحاق فشلت يده على ما يزعمون، قال في النور والظاهر هلاكه على، وقيل بخط بغيض بفتح الموحدة فمعجمتين يبيتهما تحتية ابن عامر ابن هاشم ابن عبد مناف ابن عبد الدار ابن قصي فشلت يده، والظاهر أنه لم يسلم وهو بغيض كاسمه، وعلقوا الصحيفة فى جوف الكعبة وكان ذلك هلال المحرم سنة سبع من النبوءة وقيل سنة ثمان، وكان كتبها بخيف بنى كنانة كما فى الصحيح وهو المحصب فانحاز بنو هاشم وبنو المطلب إلى أبي طالب فدخلوا معه فى شعبهم مؤمنهم وكافرهم فالمؤمن دينا والكافر حمية إلا أبا لهب فكان مع قريش فأقاموا على ذلك سنتين أو ثلاثا قاله ابن إسحاق، وأو تحتمل الشك والإشارة إلى قول، وجزم موسى بن عقبة بأنها ثلاث سنين، وقال بن سعد سنتين حتى جهدوا لقطع الميرة عنهم وكان لا يصل شيء إليهم إلا سرا ولا يحجون إلا من موسم إلى موسم وكان يصلهم حكيم بن حز ام وهشام بن عمرو العامري وهو أوصلهم لبنى هاشم وكان أبو طالب مدة إقامتهم في الشعب يأمره صلى الله عليه وسلم فيأتي فراشه كل ليلة حتى يراه من أراد به شرا أو غائلة، فإن نام الناس أمر أحد بنيه أو إخوته أو بنى عمه فاضجع على فراش المصطفى وأمره أن يأتي بعض فرشهم فيرقد عليها، ثم فى السنة العاشرة أو التاسعة قام فى نقض الصحيفة خمسة رجال وأشدهم فى نقضتها هشام بن عمرو بن الحارث العامري أسلم بعد ذلك رضي الله عنه

<<  <  ج: ص:  >  >>