كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ}. قذف الله في قلوبهم الخوف فانهزموا إلى مكة من غير سبب، قاله الكشاف انتهى المراد من خبر غزوة أحد وتليها غزوة حمراء الأسد قال أبو عبيد وهي تأنيث أحمر مضاف إلى أسد وهي اسم مكان على ثمانية أميال وقيل عشرة على يسار الذاهب من المدينة إلى ذي الحليفة، قال في المواهب وكانت صبيحة يوم أحد، قال الزرقاني وهو يوم السبت فهذه الغزوة يوم الأحد لست عشرة ليلة أو لثمان خلون من شوال على رأس ثلاثين شهرا من الهجرة والخلاف عندهم كما سبق في أحد ذكر الواقدي أنه (صلى الله عليه وسلم) باتت وجوه الأنصار على بابه خوفا من كرة العدو فلما طلع الفجر وأذن بلال للصلاة جاء عبد الله بن عمرو المزني فأخبره (صلى الله عليه وسلم) أنه قد أقبل من أهله حتى إذا كان بملل كجبل بميم ولامين موضع قرب المدينة إذا قريش قد نزلوا فسمعهم يقولون ما صنعتم شيئاً أصبتم شوكة القوم وحدهم ثم تركتموهم ولم تبيدوهم فقد بقى منهم رؤؤس يجمعون لكم فارجعوا نستأصل من بقي، وصفوان بن أمية يقول لا تفعلوا فإن القوم قد حربوا بمهملة وموحدة أي غضبوا وأخاف أن يجتمع عليكم من تخلف من الخزرج فارجعوا والدولة لكم فإني لا آمن إن رجعتم أن تكون الدولة عليكم، فقال (صلى الله عليه وسلم) أرشدهم صفوان وما كان برشيد، والذي نفسي بيده لقد سومت لهم الحجارة ولو رجعوا لكانوا كأمس الذاهب ودعا (صلى الله عليه وسلم) أبا بكر وعمر فذكر لهما ما أخبر به المزني فقالا يا رسول الله أطلب العدو لا يقحمون على الذرية أي يدخلون فلما انصرف من صلاة الصبح أمر بلالا أن ينادي إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يأمركم بطلب عدوكم وأن لا يخرج معنا أحد إلا من خرج معنا أمس أي من شهد أحدا ولعل حكمة ذلك أنه أراد إظهار الشدة للعدو فيعلمون من خروجهم مع كثرة جراحاتهم أنهم على غاية من القوة والرسوخ في الإيمان وحب الرسول، وقال الحافظ بن كثير والمشهور عند أصحاب المغازي أن الذين خرجوا إلى حمراء الأسد كل من شهد أحدا وكانوا سبعمائة قتل منهم سبعون وبقي الباقون. قال الشامي والظاهر