الجيم وخفة الدال وكأنه إذا أريد المبالغة يجوز التشديد أي يقطعن الآذان والأنف بفتح الهمزة الممدودة وضم النون وبقرت عن كبد حمزة رضي الله عنه فلاكتها فلم تستطيع أن تسيغها فلفظتها ثم علت هند على صخرة فصرخت بأعلى صوتها فقالت:
(نحن جزيناكم بيوم بدر ... والحرب بعد الحرب ذات سعر)
(ما كان عن عتبة لي من صبر ... ولا أخي وعمه وبكر)
(شفيت نفسي وقضيت نذري ... شفيت وحشي غليل صدري)
(فشكر وحشي علي عمري ... حتى ترم أعظمى في قبر)
فأجبتها هند بنت أثاثة بن عباد بن المطلب أخت مسطح:
(خزيت في بدر وبعد بدر ... يا بنت وقاع عظيم الكفر)
(صحبك الله غداة الفجر ... بالهاشميين الطوال الزهر)
(بكل قطاع حسام يفر ... حمزة ليثي وعلي صقري)
(إذ رام شيب وأبوك غدر ... فخضبا منه ضواحي النحر)
(ونذرك السوء فشر نذر .... )
قال في الاكتفاء هذا قول هند والكفر يحنقها والوتر يقلقها والحزن يحرقها والشيطان ينطقها ثم أن الله تعالى هداها للإسلام وعبادة الله تعالى وترك الأصنام وأخذ بحجزتها عن النار ودلها على دار الإسلام فصلحت حالها وتبدلت أقوالها. ولما انصرف أبو سفيان نادى إن موعدكم بدر العام القابل، فقال صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب قل نعم هو بيننا وبينكم موعد، ثم بعث عليه السلام عليا أو سعد بن أبي وقاص ويحتمل أنه بعثهما معا وقال اخرج في آثار القوم فإن كانوا قد جنبوا الخيل وامتطوا الإبل فإنهم يريدون مكة، وإن ركبوا الخيل وساقوا الإبل فهم يريدون المدينة والذي نفسي بيده إن أرادوها لأسيرن إليهم ثم لأناجزنهم. قال على أو سعد فخرجت في آثارهم فجنبوا الخيل وامتطوا الإبل ووجهوا إلى مكة. قال تعالى: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ