أزواجك إياها فيكون تزوجها بعد الفتح وهذه طريقة باطلة عند من له أدنى علم بالسير والتواريخ.
وقال ابن الجوزي فيه وهم من بعض الرواة بلا شك، للاجماع على أنه صلى الله تعالى عليه وسلم تزوجها وهي بالحبشة، وأن أباها جاء زمن الهدنة فدخل عليها فثنت عنه فراشه صلى الله تعالى عليه وسلم حتى لا يجلس عليه. وتبعه على ذلك جماعة آخرهم أبو الحسن بن الأثير فى أسد الغابة انظر الزرقاني.
وقيل انه تزوجها بالمدينة بعد رجوعها من الحبشة، وقصد الناظم الرد على هذا بقوله عند النجاشي كما أتانا، أي جاءنا عن أهل السير.
وقوله وكانا وليها إلخ .. روى الطبراني عن الزهري أن الذى زوجها عثمان بن عفان، والذى رواه ابن سعد عنها وذكره البيهقي وبه جزم ابن القيم أن الذى زوجها خالد بن سعيد. قال اليعمري وهو أثبت قال فى المواهب لكن إن صح التاريخ المذكور فلا يصح أن يكون عثمان هو الذى زوجها لأن مقدمه من الحبشة كان فى السنة الثانية من الهجرة قبل وقعة بدر انتهى.
وقيل ان الذى تولى عقدها هو النجاشي. وكان قد أسلم. حكاه اليعمري وغيره. وفيه نظر لأنه وكيل عنه صلى الله عليه وسلم، فهو الذى قيل له انظر الزرقاني. وروي أنها لما وكلت خالد بن سعيد أمر النجاشي جعفر بن أبي طالب ومن هناك من المسلمين فحضروا فخطب النجاشي فقال: الحمد لله الملك القدوس، السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، أما بعد فإنى أجبت إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم. وفى رواية فإن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم كتب إلي أن أزوجه أم حبيبة فأجبت وقد أصدقتها عنه أربعمائة دينار ذهب، ثم سكب الدنانير بين يد القوم، فتكلم خالد بن سعيد فقال الحمد لله أحمده واستعينه واستغفره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد