عثمان بن عفان وخبر المبتدأ قوله (تزوجت خير الورى) أي العباد وكنيتها أم حبيبة كنيت ببنتها حبيبة بفتح الحاء المهملة بنت عبيد الله بالتصغير بن جحش ولدت بمكة وهاجرت إلى الحبشة الهجرة الثانية مع أبويها فتنصر عبيد الله ومات بالحبشة نصرانيا، وثبتت أم حبيبة وبنتها على الاسلام ورجعت معها الي المدينة واسم أم حبيبة على الأصح رملة كما قال الناظم وبه جزم ابن اسحاق وخلف وقيل اسمها هند وقيل أن حبيبة ولدت فى الحبشة، وروي أن أم حبيبة قالت رأيت فى المنام كان زوجي عبيد الله بأسوء صورة ففزعت فأصبحت فإذا به قد تنصر فأخبرته بالمنام، فلم يحفل به وأكب على الخمر حتى مات فأتاني آت فى نومى فقال يا أم المؤمنين ففزعت، فما هو إلا أن انقضت عدتى فما شعرت إلا برسول النجاشي يستاذن فإذا هي جارية يقال لها ابرهة، فقالت إن الملك يقول لك وكلى من يزوجك، فأرسلت إلى خالد بن سعيد بن العاصي بن أمية من السابقين كان رابعا أو خامسا فوكلته وأعطت لإبرهة سوارين وخواتم من فضة سرورا بما بشرتها به انظر الزرقاني. (وكانا وليها) بالرفع اسم كان وخبرها قوله (خالدا) بن سعيد كما مر قريبا. (أو عثمانا) أو لتنويع الخلاف أي وقيل ان الذى ولى عقد نكاحها عثمان بن عفان بن أبي العاصي بن أمية وكلاهما يجتمع معها فى أمية، بن عبد شمس بن عبد مناف، (عند النجاشي كما أتانا)، الظرف متعلق بتزوجت، وعند تثلث عينها، والنجاشي بفتح النون وتكسر وهو أفصح، بتشديد الياء وبتخفيفها أفصح، أصحمة ملك الحبشة، انظر القاموس.
يعني أن أمنا لرملة بنت أبى سفيان رضي الله تعالى عنها كان تزوجها للمصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم بالحبشة عند النجاشي سنة سبع وقيل سنة ست، والأول أشهر، كما فى الإصابة بل فى العيون ان الثاني ليس بشيء وكونه تزوجها عند النجاشي هو المشهور ولشهرته حكى غير واحد عليه الإجماع، وقضوا بالوهم على ما فى صحيح مسلم من طريق عكرمة أن أبا سفيان قال له عليه السلام: أسألك ثلاثا فأعطاه إياهن - الحديث- وفيه عندي أجمل العرب أم حبيبة،