لهب} (السورة) قال لهما أبو لهب رأسي من رؤسكهما حرام أن لم تفارقا ابنتي محمد، وقالت لهما أمهما أن أم كلثوم ورقية صبتا فطلقاهما ففارقاهما قبل الدخول كما في المواهب والمناوي وتبت خسرت وهلكت وقوله فتبا أي خسرا وهلاكا لهما إذ فعلا ما أمرهما به أبوهما المشؤوم من فراق ابنتي النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وقوله فتبا لهما دعاء وهو ترك أدب غير لائق بالنسبة للصحابي منهما إذ الإسلام يجب ما قبله ولاسيما شرف الصحبة التي لا يلحق غبارها ولا يخاض تيارها قال ابن سيد الناس أما أبو لهب فكناه أبوه بذلك لحسن وجهه قال السهيلي كني أبل لهب مقدمة لما يصير إليه من اللهب وامرأته أم جميل بنت حرب بن أمية وولدا أبي لهب عتبة ومعتب، شهدا حنينا وثبتا فيه وأختهما درة لها صحبة وأخوهم عتيبة قتله الأسد بالزرقاء من أرض الشام بدعوة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وبعضهم يجعل المكبر عقير الأسد وعتيبة الصحابي المشهور الأول انتهى كلامه.
وتقدم أن رسول الله استوهب عتبه ومعتبا من ربه فوهبهما له وما شهره ابن سيد الناس في شأن الصحابي منهما شهره غيره كما صرح به الزرقاني والله تعالى أعلم.
وفي المواهب ممزوجا ببعض كلام الزرقاني وكانت يعني أم كلثوم تحت عتيبة المصغر ابن أبي لهب ففارقهما قبل الدخول بأمر أبيه المشؤم ويروى أن عتيبة بالتصغير لما فارق أم كلثوم جاء إلي النبي صلي الله تعالى عليه وسلم فقال كفرت بدينك وفارقت ابنتك لا تحبني ولا أحبك، ثم سطا عليه وشق قميصه أي قميص النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، وهو خارج نحو الشام تاجرا، فقال صلي الله تعالى عليه وسلم أما إني أسأل الله أن يسلط عليك كلبه. وفي رواية اللهم سلط عليه كلنا من كلامك. وأبو طالب حاضر فوجم بجيم مفتوحة أي اشتد حزنه لها أي للدعوة، وقال ما كان أغناك يا عتبية عن دعوة ابن أخي، فخرج في تجر بفتح فسكون جمع تاجر من قريش حتى نزلوا بالزرقاء من الشام ليلا