وأما شأن النجاسة فأجيب بأنها كانت ثيابها طاهرة وبأنها تحمل على الطهارة حتى تتبين النجاسة كما للنووي. ومر للفكهاني أنه من تقديم الأصل على الغالب والله تعالى أعلم. قاله مؤلفه سمح الله تعالى له.
(وأنكحت رقية عتيبه ... وأم كلثوم أخاه عتبه)
رقية كسمية كما في القاموس نائب فاعل أنكحت، ومفعوله الآخر عتيبة بالتصغير، وأم كلثوم بضم الكاف كما في القاموس عطف على رقية وأخاه عطف على عتيبة فهو عطف بأداة واحدة على معمولي عامل واحد وعتبة بالتكبير بدل مما قبله أو بيان ومراده أن رقية بنت رسول الله تعالى عليه وسلم تزوجت عتيبة بالتصغير بن أبي لهب وأن أم كلثوم أختها تزوجت عتبة أخاه وكان سن رسول الله تعالى عليه وسلم لما ولدت رقية ثلاثا وثلاثين سنة، وأم كلثوم اسمها كنيتها، ففي النور لا أعلم أحدا سماها وما ذكره الناظم رحمه الله تعالى خلاف ما اقتصر عليه القسطلاني في المواهب وصوبه شارحه محمد بن عبد الباقي من أن عتيبة بالتصغير الميت كافرا بافتراس الأسد بسبب دعائه عليه السلام عليه، هو الذي كانت عنده أم كلثوم وكان فراقه لها قبل الدخول وأن رقية هي التي كانت تحت عتبة بالتكبير، قال الزرقاني وعتبة أسلم يوم الفتح هو وأخوه معتب لأن النبي تعالى عليه السلام استوهبهما من ربه فوهبهما له انتهي.
وما اقتصر عليه نحوه للمناوي في شرح العراقي فانظر اقتصار الناظم على ما ذكره ولم أر في ابن سيد الناس ذكرا لتزويجهما لابني أبي لهب وإنما ذكر فيما رأيت تزوج عثمان بهما وكذا محمد اليدالي في الحلة السيرا والله تعالى أعلم.
(فطلقا هما معا إذ نزلا ... تبت فتبا لهما إذ فعلا)
يعني أن ابني أبي لهب لما نزل قوله تعالى: {تبت يدا أبي