(وكان منديل له ليمسحا ... به على الوجه المنير الأصبحا)
المنديل بالكسر والفتح وكمنبر ما يتمسح به والمنير المضيء المشرق والأصبح الحسن، وهو نعت مقطوع عن التبعية مفعول فعل محذوف تقديره أعني، ومعنى البيت أن المصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم من جملة ما كان عنده من اللباس منديل يمسح به وجهه الشريف. وفي العيون وكان له منديل يمسح به وجهه انتهى.
(صلى عليه ربنا) أي أولاه رحمة يقارنها تعظيم، والرب المالك (وسلما) أي أمنه من كل ما يخاف، (وآله وصحبه وكرما) أي أعطاه وإياهم كل كمال يناسبهم.
(بيان بعض معجزات المصطفى ... صلى الله ربنا وشرفا)
أي هذا الباب يذكر فيه بعض ما أظهره الله تعالى على يديه من المعجزات ووقع تصديقاً له من خوارق العادات:
وهو أمر كثير لا تحيط به الأفهام، ولا تضبطه المحابر والأقلام، صلى الله تعالى عليه وسلم، عدد ما ذكره الذاكرون، وغفل عن ذكره الغافلون. والمعجزة في الأصل اسم فاعل من الإعجاز وهي لفظ أطلق على الآية الدالة عن صدق النبي. قال اليوسي والتاء فيها للنقل من الوصفية إلى الاسمية أو للمبالغة كعلامة وتسميتها معجزة مجاز، لأن المعجز في الحقيقة هو الله، وسميت معجزة لعجز البشر عن الإتيان بمثلها. وهي أمر خارق للعادة يظهره الله تعالى على يد مدعي الرسالة مقارناً لدعوى الرسالة متحد به قبل وقوعه غير مكذب، سالم من المعارضة وعبر بأمر دون فعل، لشمول ما كان عدمياً كعدم الإحراق بالنار وخرج بالخارق للعادة ما كان موافقاً لها. وبقوله على يد مدعي الرسالة، الكرامة، لأنها على يد مدعي الولاية واحترز به أيضاً عن أن يتخذ الكاذب معجزة نبي قبله معجزة له لأنه لم تظهر على يده، والتحدي هنا عبارة عن قول الرسول: أية صدقي أن يكون كذا .. وهو في الأصل طلب المعارضة في