ولما سمع ذلك أبو سفيان بن الحارث قال أدام الله ذلك من صنيع. وحرق في طوائفها السعير في أبيات لم يأل فيها أن صدق حسان ثم تلي غزوة قريظة من غزواته عليه السلام، غزوة بني لحيان بكسر اللام وفتحها كما في الزرقاني وغيره، ولحيان بن هذيل بن مدركة، قال الحافظ وزعم الهمداني النسابة أن لحيان من بقايا جرهم دخلوا في هذيل فنسبوا غليهم، قال ابن سعد كانت في غرة ربيع الأول سنة ست من الهجرة، وقال ابن إسحاق في جمادى الأولى على رأس ستة أشهر من فتح بني قريظة أي في السنة الخامسة، وصححه ابن حزم، وقيل كانت في رجب وقيل في شعبان وذلك أنه صلى الله تعالى عليه وسلم خرج إلى بني لحيان يطلبهم ببعث الرجيع خبيب وأصحابه وأظهر أنه يريد الشام ليصيب من القوم غرة بكسر الغين المعجمة وشد الراء أي غفلة في مائتي رجل ومعهم عشرون فرسا واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم فسلك على غراب أي بلفظ الطائر جبل بناحية المدينة ثم على طريقة إلى الشام ثم على محيص بفتح الميم وكسر الحاء فصاد مهملتين ثم على البتراء تأنيث أبتر، ثم صفق بشد الفاء أي عدل ذات اليسار فخرج على بين بفتح التحتية الأولى وسكون الثانية ونون وضبطه الصغاني بفتحهما واد بالمدينة على صخرات الثمام ثم استقام به الطريق على المحجة من طريق مكة ثم أسرع السير حتى انتهى إلى منازلهم بغران بضم الغين وخفة الراء ونون واد بين أمج بفتحتين فجيم وعسفان بضم العين فسمعوا به صلى الله تعالى عليه وسلم فهربوا في رؤوس الجبال فلم يقدر منهم على أحد فأقام يوما أو يومين يبعث السرايا في كل ناحية وخرج حتى نزل عسفان.
قال في المواهب فبعث أبا بكر في عشرة فوارس لتسمع بهم قريش فيذعرهم بفتح التحتية والعين أي يفزعهم فأتوا كراع الغميم ولم يلقوا كيدا والغميم بفتح المعجمة وكسر الميم فتحتية ساكنة فميم، واد أمام