أخرى أن قمرا انقض عليها وهي مضطجعة فأخبرت زوجها فقال لئن صدقت رؤياك لم ألبث إلا يسيرا حتى أموت وتتزوجين من بعدي فاشتكى السكران من يومه ذلك، فلم يلبث إلا يسيرا انتهى.
وقولها وتزوجها أي عقد ودخل عليها قاله الزرقاني، ثم قال فى المواهب ويقال تزوجها بعد عائشة ويجمع بين القولين بأنه صلي الله تعالى عليه وسلم عقد على عائشة قبل سودة ودخل بسودة قبل عائشة، والتزويج يطلق على كل منهما وإن كان المتبادر للفهم العقد دون الدخول- انتهى كلامها.
وقوله فى وجه الجمع عقد على عائشة قبل سودة أي قبل الدخول بسودة، لا قبل العقد عليها بدليل بقية كلامه، ودخل بسودة قبل عائشة يعنى وبعد عقده على عائشة. وقوله كل منهما أي من العقد والدخول فيحمل الأأول على العقد والثانى على الدخول فيتفق القولان، قاله الزرقاني.
وقوله فيحمل الأول على العقد يعنى القول الأول فى كلامه وهو أنه تزوج سودة قبل عائشة فيكون المراد بتزوجه بها قبل عائشة أنه عقد عليها قبل عائشة، وقوله والثاني على الدخول يعنى بالثاني قوله ويقال تزوجها بعد عائشة فيكون معناه دخل بها أي بسودة بعد عائشة أي بعد عقده عليه السلام على عائشة فهذا وجه التوفيق بين القولين والله تعالى أعلم. قاله كاتبه عفا الله عنه.
وقوله صلى عليه أي أعطاه صلاة، أي رحمة، وسلم أي أعطاه سلاما، أي أمانا، وكرمه عظمه ونزهه.
(وهاجرا فى الدين هجرتين ... جزاهما الرحمن جنتين)
ضمير التثنية راجع لسودة وزوجها السكران بن عمرو، أخبر رضي الله تعالى عنه أن سودة وزوجها السكران هاجرا فى الدين هجرتين، أي تركا وطنهما بسببه، ودعا لهما بلفظ الخبر بأن يجزيهما الله تعالى على هجرتيهما بجنتين ولكن كون السكران رضي الله عنه هاجر هجرتين