بربي في أحسن صورة. فقال يا محمد فيم تختصم الملأ الأعلى قلت أنت أعلم أي رب مرتين، قال فوضع كفه وفي رواية يده بين كتفي فوجدت بردتها بين ثديي فعلمت ما في السماء والأرض. وفي الرواية الثانية فتجلى لي كل شيء، وعرفت ما في السماء والأرض ثم تلا هذه الآية:{وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين} ثم قال فيم يختصم الملأ الأعلى يا محمد؟ قلت في الكفارات. قال وما هو؟ قلت المشي على الأقدام إلى الطاعات، والجلوس في المساجد بعد الصلوات وإبلاغ الوضوء أماكنه على المكاره من يفعل ذلك يعش بخير ويمت بخير ويكن من خطيئته كيوم ولدته أمه، الحديث. قوله في أحسن صورة يحتمل أنه حال من الرائي ومعناه رأيته وأنا في أحسن صورة من غاية إنعامه أو حال من المرءى تعالى وصورته ذاته المنزهة عن المماثلة. وقال الخطابي الصورة ترد في كلام العرب على ظاهرها وعلى معنى حقيقة الشيء وعلى معنى صفته، تقول صورة هذا الأمر كذا أي صفته والمراد بالاختصام تقاولهم في فضل تلك الأعمال، وقوله فوضع كفه كناية عن تخصيصه تعالى إياه بمزيد الفضل، وإيصال الفيض إليه وإلا فلا كف ولا وضع حقيقة، كما أن من عادةالملوك إذا أراد أحدهم أن يقرب بعض خدمة ويذكر معه أحوال مملكته أن يضع يده على ظهره ويلقي ساعده على عنقه تلطفاً به وتعظيماً لشأنه. والبرد الراحة والضمير في بردها يعود إلى الكف وأراد بقوله بين ثديي قلبه وهو كناية عن وصول ذلك الفيض إلى قلبه ذكره الأنطاكي قاله على القارئ وقال تعالى {والنجم إذا هوى} إلى قوله تعالى {فأوحى إلى عبده ما أوحى}، النجم الثريا وهوى سقط وصاحبكم أي نبيكم المبعوث إليكم وهو محمد، صلى الله تعالى عليه وسلم، وقوله إن هو أي القرآن، أو نطق محمد، صلى الله تعالى عليه وسلم، والشديد القوي هو جبريل والقوي جمع قوة، وروى أنه اقتلع قرى قوم لوط وحملها على جناحه حتى بلغ بها السماء ثم قبلها وصاح صيحة بثمود فأصبحوا جاثمين والمرة القوة أو المنظر الحسن وقال قتادة ذو خلق طويل حسن وقال في الضياء